الأخبارمجتمعمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: مكناس.. لقمة عيش مهاجرين أفارقة بين التسول والتجارة و”فن الحلقة”

الخط :
إستمع للمقال

صار تواجد عدد من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء بأبواب المساجد والملتقيات الطرقية، مشهدا مألوفا لدى المواطن المكناسي خلال السنوات الأخيرة الماضية، التي عرفت توافدا غير مسبوق لهؤلاء المهاجرين على العاصمة الإسماعيلية مكناس على غرار باقي المدن المغربية.

استمرار تواجد المهاجرين الأفارقة بمدينة مكناس، صار رهينا بطرق كسب لقمة عيشهم، التي تنحصر غالبا بين التسول ومزاولة بعض الأعمال الحرة كالتجارة أو أعمال البناء وحمل البضائع ونقلها بالأسواق أو ممارسة فن “الحلقة” بساحة لهديم التاريخية.

ويعتبر التسول المهنة المفضلة لدى الكثير من الأفارقة، الذين طوروا من أساليبهم في استمالة عطف وإحسان المواطنين، وذلك إما عن طريق التحدث بلغة الدارجة وخلق جو فكاهي مع المحسنين، أو الاستعانة بفلذات أكبادهم الصغار، فيما يختار البعض الآخر منهم استغلال الديانة الإسلامية لجلب انتباه وتعاطف المواطنين.

من جهة أخرى، ونظرا لتعدد حالات الاعتداء والمناوشات التي تندلع بين الفينة والأخرى بين المتسولين الأفارقة ونظرائهم من السوريين أو المغاربة، يختار المهاجرون الأفارقة دائما طريقة التسول في جماعات، حيث يقومون بتوزيع الأدوار بينهم ويقتسمون في آخر الليل ما غنموه في الصباح، وفي حالة اندلاع أي شجار بينهم وبين باقي المتسولين حول الأماكن التي تسجل فيها مداخيل مهمة، فيحتشدون في جماعات لمواجهة أي عدوان محتمل، حيث سبق في العديد من الأحيان أن اندلعت مناوشات بين المستولين المغاربة ونظرائهم المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء تطور بعضها إلى تبادل للضرب كما وقع قبل أشهر بأحد الملتقيات الطرقية بمنطقة سيدي بوزكري على مستوى الإشارات المرورية التي تفصل شارع بئر أنزران بشارع الزيتون.

وبالإضافة إلى التسول، اختار عشرات المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء القاطنين بمدينة مكناس، كسب قوت يومهم بسواعدهم، حيث تجدهم منتشرين على مستوى أوراش البناء، كما أن عددا من المقاولين يشغلونهم وبشكل سري ويفضلونهم على نظرائهم المغاربة نظرا لقوتهم في حمل ونقل مواد البناء وكذا أجرتهم اليومية المنخفضة. من جهة أخرى يفضل بعض المهاجرين الأفارقة مهنة “الحمالة” بعدد من الأسواق و”السويقات” التي تنتشر بمختلف أحياء المدينة أو على مستوى سوق الجملة للخضر والفواكه.

هذا، وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المهاجرين الأفارقة الذين يحترفون التجارة الحرة، حيث ترتكز بضاعتهم على الحلي المزورة والأثواب وبعض المساحيق التجميلية والعلاجية التي غالبا ما يقتنونها من محلات بيع الجملة بالعاصمة الاقتصادية مدينة الدار البيضاء، ويتجولون بها في مختلف الأسواق الأسبوعية صغيرة كانت أم كبيرة على مستوى جماعات وأقاليم جهة فاس-مكناس.

وإلى جانب كل ما سبق، استغل عدد من المهاجرين الأفارقة مواهبهم في الرقص والغناء لاستعراضها في “حلقة” مفتوحة أمام الجماهير الغفيرة من السياح الأجانب وزوار مدينة مكناس الذين يحجون يوميا لساحة لهديم التاريخية، حيث يقدم هؤلاء لجمهورهم أطباقا متعددة من رقص وغناء على أهازيجهم المحلية والتي تعكس عاداتهم وتقاليدهم وغنى موروثهم الثقافي، ومع نهاية كل جولة فنية يطوف أحدهم بالجماهير لجمع بضعة دراهم نظير استمتاعهم بحلقة “الأفارقة” كما يسميها زوار المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى