كيف انتصرت نقابة الصحافة المغربية على الرشوة في الفيدرالية الدولية؟
فشلت نقابات الصحافة في البلدان الإسكندنافية، المتحالفة مع عدد من نقابات البلدان الغنية، في الهيمنة على الفيدرالية الدولية للصحافيين، في مؤتمرها الأخير، الذي انعقد ما بين سابع وعاشر يونيو 2016، بمدينة آنجي الفرنسية، رغم صرفها لأموال طائلة، على نقابات في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، تحت غطاء المشاريع.
وذكرت مصادر من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن النقابات العربية وأغلبية النقابات الإفريقية، تمكنت من تعزيز التحالف مع نقابات أمريكا اللاتينية والمتوسط، وضمان الأغلبية في قيادة هذه المنظمة الدولية، التي تمثل أكثر من 600 ألف صحافي عبر العالم، حيث انتخب، أمين عام النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يونس مجاهد، نائبا أول للرئيس، متوجا بذلك الأغلبية المريحة في المكتب التنفيذي، الذي يتشكل في مجموعه من 21 عضوا.
وقد حاولت النقابات، التي تسمي، نفسها بالغنية، شراء ولاء عدد من النقابات عبر العالم، غير أنها لم تتمكن من ذلك، حيث ركزت على إفريقيا، عبر ذريعة مشاريع للتكوين والنوع الإجتماعي والعمل النقابي، مقابل الولاء لمواقفها والإصطفاف معها، وصرفت لمسؤوليها أجورا ضخمة، وكررت نفس التجربة في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وآسيا، غير أن هذه الإستراتيجية، لم تنجح، بعد أن تم التصدي لها، من طرف التحالف المضاد، والذي لعبت فيه النقابتان المغربية والبريطانية، دورا محوريا.
ونجحت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، من إفشال خطة إرشاء النقابات الإفريقية، حيث حشدت أغلب النقابات من إفريقيا الشمالية والشرقية والوسطى، التي أدانت في بلاغ ما اعتبرته “رشوة”، يتم تمريرها عبر المشاريع، فعزلت بذلك أقلية من النقابات الإفريقية، في مؤتمر آنجي، وحرمتها من ضمان أي مقعد في القيادة.
وقد رشحت النقابات الغنية، ضد يونس مجاهد، رئيس نقابة زيمبابوي، فوستر دونغونزي، ووفرت له الدعم الكبير، تحت غطاء سياسي، يشمل الموقف المعادي للوحدة الترابية للمغرب، بتحالف مع نيجيريا وأنغولا، غير أنه خسر المعركة.
وقد تمكن الرئيس السابق للفيدرالية، جيم بوملحة، من بريطانيا، الذي انتهت مدة ولايته، من الحصول على منصب أمين المال، ضد المرشح الفنلندي، الذي قدمته “النقابات الغنية”، والتي كانت قلصت كثيرا من تمويل الفيدرالية الدولية للصحافيين، من أجل التضييق على قيادتها.
وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة العربية تمكنت من ضمان مقاعد في القيادة، لفلسطين والعراق وتونس، بالإضافة إلى النقابة المغربية، وقد تم إسقاط توصية في المؤتمر، تقدمت بها “النقابات الغنية”، لإعادة النقابة الإسرائيلية، إلى حظيرة الفيدرالية، بعدما تم طردها من طرف القيادة السابقة.