الأخبارركن الميداويمستجدات

كيف أعاد الخليجيون الروح للسياحة الفرنسية..

الخط :
إستمع للمقال

أرقام مؤسسة بريستول للسياحة خرجت قبل أسبوع بمسحة تفاؤلية قوية تؤكد استعادة بلد الأنوار، منذ السنة الماضية، سحره السياحي بعد ثلاث سنوات كارثية تراجع فيهما الرواج السياحي الداخلي والدولي بشكل ملفت بفعل كوفيد 19على الخصوص. وتؤكد حجوزات السياح الأجانب لشهري مارس وأبريل القادمين، أن نسبة الامتلاء آخذة في الانتعاش نسبيا بعد أن تجاوزت 76% في فنادق الخمس نجوم و80% في فنادق الأربع نجوم و75% في المنازل الجاهزة والإقامات الخاصة.

وتراهن الأوساط السياحية الفرنسية هذه السنة على جيل جديد من السياح الوافدين من اليابان والصين وكوريا الجنوبية الذين تتراوح نفقاتهم السياحية (إقامة، مطاعم، تسوّق..) ما بين 3.000 و3.500 أورو للشخص، فيما يصرف الخليجيون أزيد من عشرة آلاف أورو للشخص في المجوهرات والملابس والعطور فقط.

أرقام مؤسسة بريستول تشير أيضا إلى تزايد تخوفات بعض الأوساط السياحية الفرنسية من احتمال عزوف أثرياء الخليج وزوجاتهم عن باريس بسبب التضييق المتزايد في فرنسا على النقاب في الأماكن العمومية بعد رزمة القوانين اتي تمت المصادقة عليها في هذا الباب.

وتخشى باريس التي تراهن كثيرا على السياحة الخليجية أن تُحوّل العائلات الخليجية والشرق أوسطية وجهتها إلى لندن المدينة المتسامحة مع أغطية الرؤوس الذكورية والأنثوية بمختلف أشكالها. أما قطاع الفندقة فقد نبه هو الآخر إلى التراجع “المقلق” في نسبة الحجوزات بدول الخليج والشرق الأوسط، ما قد ينجم عن ذلك من ضرر حقيقي بالعديد من القطاعات المرتبطة مباشرة بالسياحة كالفندقة، والمطاعم، والملابس والتجهيزات المنزلية، والمراقص الليلية وغيرها.

ويخشى محترفو السياحة أن يتراجع سحر فرنسا تحت ثقل القوانين المتخذة ضد الجالية الإسلامية، وأن تنتزع بلدان مثل إسبانبا وإيطاليا وأيضا بريطانيا الصدارة من فرنسا صاحبة ال85 مليون سائح بأرباح تفوق 50 مليار أورو سنويا. كما تخشى باريس من وقع المنافسة القوية لمدريد التي حققت سنة 2023، مداخيل بقيمة لا تقل عن 40 مليار أورو، و”اختطفت” منها وبشكل غير مسبوق السياح البريطانيين والألمان وهم الأكثر سخاء على الصعيد الأوربي فيما يخص النفقات السياحية.

وتفيد أرقام المكتب الفرنسي للسياحة بأن عدد الوافدين إلى باريس من الشرق الأوسط ودول الخليج تجاوز 800 ألف زائر سنة 2023 من بينهم 520 ألف في موسم الصيف و180ألف في فترات أعياد رأس السنة والباقي موزع على فصول السنة.
ويشكل الخليجيون ثلاثة أرباع سياح الشرق الأوسط، وهم من أهم المنعشين لقطاعات الفندقة (بمعدل يوم مبيت ب 400 أورو)، وأيضا للمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية المختلفة. ويفضل هؤلاء التسوّق بنسبة 46% متقدمين على اليابانيين والأمريكيين، ثم سياحة المتعة والترفيه (38%) فالسياحة الشاطئية (7%) وسياحة الآثار (3%)، وما تبقى لأغراض سياحية أخرى.

وتجمع شهادات محترفي تجارة الجنس ومعها بعض استطلاعات الرأي، على أن هذه التجارة تنتعش بكثرة بفرنسا بدءا من الأسبوع الأول من شهر يوليوز وإلى غاية متم شهر غشت، مع توافد الزبناء من دول عربية وآسيوية أهمها منطقة الخليج. أما صناعة الجنس، وتخص محلات “السكس شوب”، فترتفع نسبة الرواج بها إلى ما يزيد عن 50 بالمائة في بعض المحلات التي يرتادها الزبناء من جنسيات عربية وآسيوية على الخصوص.

وتحتل السياحة الجنسية موقعا هاما في بعض الفضاءات الباريسية. فكما لا يمكننا تصور شارع الشانزيليزيه ، من دون مظاهر الصخب والتمرد في موسم الصيف، فلا يمكننا أيضا أن ننظر إلى هذا الفضاء العريق الذي يجمع محترف السياحة العالمية أنه أجمل شارع في العالم، بمعزل عن عشرات الآلاف من السياح الشرق أوسطيين والخليجيين الذين يتوافدون عليه لأنه الوحيد من بين واجهات باريس العديدة والمتمايزة الذي تغمره حياة المتعة ليلا ونهارا، حيث لغات الأرض تنطق بانتماءات أصحابها، وحيث الشارع وطوله كيلومترين وعرضه 70 مترا، يحتضن كل يوم من أيام الصيف على الخصوص، أزيد من مائة ألف شخص من مختلف جنسيات الكون. فهو شارع المشاهير بامتياز وشارع أرقى المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم الفاخرة، (وبعضها مشهور عالميا)، والدور السينمائية العريقة…وفي الشارع أكبر محلات اللوازم الإلكترونية في فرنسا (الفناك وفيرجن)، وبه أعرق محل للعطور فى أوربا يقع على أربعة طوابق (سيفورا).

وهو أيضا شارع الموسيقى والمراقص الليلية وشغالات الجنس من مختلف جنسيات الكون. وهو فوق ذلك صاحب تاريخ عريق حيث رأى النور سنة 1667، وشرع ينمو ويترعرع إلى أن أخذ اسمه الحالي سنة 1709، قبل أن يتم رصفه وإضاءته بالمصابيح الغازية سنة 1828، ليصبح فيما بعد مكان نزهة الأرستقراطية الباريسية المفضل، ثم موقعا استراتيجيا للمؤسسات الاقتصادية الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى