الأخبارسياسةمستجدات

كريم التازي.. “حاقد” على النظام يريد قسطا من السلطة يحمي به ثروته

الخط :
إستمع للمقال

مؤسف حقا أن تأتي أيام نرى فيها أثرياء ليبيراليون متوحشون يتقدمون من يعطون الدروس في الثورة والنضال والحرية والديموقراطية! هذا هو حال كريم التازي الميلياردير البيضاوي، صاحب شركة “ريشبوند” الذي تحول بقدرة قادر إلى منظر كبير في أدبيات الثورة على الأنظمة.

كريم التازي، وبعدما خاب أمله في حركة 20 فبراير التي احتضنها بالمال والعتاد، ها هو يحتضن شابا أطلق على نفسه لقب  “الحاقد”، أي أنه حاقد على كل شيء، و ربما كان الحقد هو القاسم المشترك بين الثري كريم التازي ذو الطموح السياسي اللامحدود، و مغني “الراب” الشاب الفقير معاذ بلغوات. هذا الأخير حاقد على المجتمع لأنه محروم بحكم الفقر، و التازي حاقد على النظام لأنه يريد قسطا من السلطة يحمي به ثروته و ثروة عائلته.

هكذا وبعدما منعت السلطات حفلا له بقاعة كان سينظمه باسم جمعيته “ثرية وعبد العزيز التازي” بمركب “لاديوان 26” بالدار البيضاء بسبب غياب ترخيص ثم لأن القاعة التي ستحتضن الحفل لا تتوفر فيها شروط السلامة، لم يجد التازي سوى “ترمضينة” على رجال السلطة الذين اعتبرهم “صغارا ” ينفذون أوامر “الكبار”. و صب “ترمضينته”، رغم أننا لن نغامر بقرش واحد على صيامه، على النظام و على رجال الأمن و السلطة فقط لأنهم قاموا بواجبهم.

تكشف هذه الواقعة، التي تنم عن سلطوية وتضخم في الأنا، طريقة تفكير هذا الملياردير الإقطاعي الذي لا يهدأ على حال، فهو مع حزب العدالة والتنمية تارة وضده تارة أخرى، مع المخزن وضده في نفس الوقت، يده اليسرى اشتراكية واليمنى ليبرالية، في “كوكتيل” عجيب وعصي على التفسير.

الميلياردير التازي يداعب “البروليتاريا” و يُظهر أنه بجانبها، هو الذي يدخن السيجار المرتفع الثمن حيث يبلغ ثمن السيجار الواحد الذي يدخنه السي كريم 600 درهم، أي ما يقابل “السميك” المغربي قبل بضع سنوات فقط.

التازي يقول إنه لا يمارس السياسة، في حين أن كل تحركاته سياسية و سياسوية. يقول إنه لو أراد ممارسة السياسة لاتخذ لنفسه جريدة، متناسيا أنه اشترى أسبوعية “تيل كيل” واظطر لبيع أسهمه بها بسبب فشله في تدبيرها.

كريم التازي يشبه إلى حد بعيد صديقه الأمير مولاي هشام في تعامله مع الآخرين، و هي طريقة تحكمها المنفعة، وحدها المنفعة. لذا فليعلم الميلياردير صاحب شركة “ريشبوند” أن المغني “الحاقد” و الفئات الشعبية التي يزعم الدفاع عنها و الحديث باسمها ليسوا أغبياء. إنهم يدركون أن التازي إنما يحاول اتخاذهم كمطية لبلوغ أهدافه.  إنهم لا يؤمنون بتحالف ضد الطبيعة.

فليعد كريم التازي إلى رياضته المفضلة “شهيوات شميسة”، بعيدا عن الأنظار، و ليترك الطبقة الكادحة التي لها نقاباتها و أحزابها و جمعياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى