الأخبارسياسةمستجدات

“قنديلات العدالة والتنمية” تدعونا إلى محبة بنكيران الذي جعلنا رجالا

الخط :
إستمع للمقال

شرع حزب العدالة والتنمية في حملة انتخابية سابقة لأوانها في خرق سافر للقانون المعمول به في هذا الإطار.

وبعد حملة “ولاية ثانية لبنكيران” التي أطقت منذ مدة، شرع الحزب الإسلامي الذي يتولى رئاسة الحكومة في تنويع صيغ حملته، لكن القاسم المشترك هو التركيز على بيع شخص بنكيران الذي تم تحويله إلى علامة تجارية على نمط ماهو معمول به في استراتيجيات الاستسواق والتسويق من طرف شركات من قبيل “كانتاكي تشيكن” أو عدد من الشركات الفرنسية ذات الطابع العائلي التي تعتمد اسم الأب المؤسس.

وبعد سؤال: لماذا يحب الناس بنكيران؟ كعنوان لافتتاحية في جريدة ناطقة باسم العدالة والتنمية مصاحبة بملف مطبوخ على عجل حول حصيلته بمشاركة مجموعة كريم التازي-منجب-عبدالمومني، التي باتت تميل نحو الإسلاميين منذ انتخابات 25 نونبر 2011 في إطار تحالف وهمي، جاء دور الكتائب الإلكترونية لتشرع في حملة شبهها أحد رواد فيسبوك ب”التبشيرية” التي تستعير من حملات التنصير على الأنترنيت والتي تذكر بحملات من زمن آخر ألهت الزعيم وحولت العبودية من الله إليه وجعلته يغتر ويصدق أنه وحيد زمانه وكل الأزمنة الذي لا تدور الأرض بغير إرادته ويبيح لنفسه التحكم في مصائر الناس بلا منافس ولا منازع.

kkko

ومن الرسائل التي شرع في توزيعها في شبكات التواصل الاجتماعي نجد الرسالة البئيسة تحته التي حملت توقيع “قنديلات العدالة والتنمية” والتي تعكس البداوة التي تسكن في لاوعي صائغها، بحيث تم اختيار اسم القنديلة بدلا من المصباح في إطار تدقيق شعار مرتبط بزمن سابق على اكتشاف الكهرباء وينطوي على حنين العودة إلى ما قبل الحداثة التي تشكل عقدة الإسلاميين وتدفعهم إلى السعي إلى اكتشاف آلة إرجاع الزمن إلى الوراء التي لم يستطع العلماء، بالمعنى الحقيقي، اكتشافها لحد الآن.

وما يثير كثيرا في هذه الرسالة هو تطابق خطابها والخطاب الذي نطق به المعطي منجب وفؤاد عبد المومني في تقييمهما لحصيلة بنكيران في الملف السالف الذكر تطابقا مطلقا عندما تشير ” وأنت تعلم أنه يعمل في ظروف صعبة وأنت تعلم مع من يعمل” وهو خطاب مزدوج يوجه حرابا في اتجاهين.

لقد كان محمد اليازغي محقا عندما قال إن اهتمام بنكيران منصب على حزبه بالأولوية وليس على قضايا الوطن، لأن رسالة من هذا القبيل في هذا الوقت تعتبر من التجاوزات غير المقبولة من حزب يتولى رئاسة الحكومة ويشرف على الانتخابات ويفترض فيه الالتزام بالآجال القانونية وغيرها من المقتضيات القانونية وإلا أطلق العنان للفوضى والتسيب.

وقد كان واضحا لرئيس الحكومة من خلال ما وقع في مدرسة خاصة بوجدة أن العنف اللفظي الذي جعله وأتباعه لغة للتخاطب قد بدأ بتوليد أشكال من العنف المادي غير مسبوقة وغير مقبولة بكل تأكيد.

ورغم أن الجدل جزء من السياسة، فإنه يصبح خطيرا عندما يصبح بلا ضفاف ولا حدود، لأنه يحول المنافسة في الميدان السياسي إلى نزاع بشحنة قوية من العنف تفتح أبواب جهنم ولا تقود للديمقراطية. فالعنف اللفظي في الخطاب السياسي يعكس لاوعيا مسكونا بالرغبة في قتل الخصم او المنافس، وهذا ما أشار إليه فلاسفة وعلماء نفس في دراسات ومقالات مختلفة، ومن ضمنهم مشيل فوكو الذي نأى بنفسه عن الجدل ورفضه دائما كأسلوب للتحاور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى