الأخبارخاص بالإنتخاباتسياسةمستجدات

كيف يلجأ ابن كيران إلى استغلال المبادرات الملكية في القطاع الاجتماعي في حملته الانتخابية للإفلات من  “التصويت العقابي” الذي ينتظر حزبه

الخط :
إستمع للمقال

الكل يعلم أن حصيلة ما تحقق في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) تندرج ضمن الجهود الملكية التي ساهم في تمكين الساكنة من تحسين ظروفها عيشها. غير أن ابن كيران ، أمين عام حزب العدالة والتنمية ، يستغل ، في إطار حملته الانتخابية، ما تحقق على المستوى الاجتماعي بفضل المبادرات الملكية ، ويقدمه ضمن حصيلة حكومته.

فهو يحاول أن يبين أن حكومته ظلت خلال ولايتها المنتهية ، حريصة على الاستجابة إلى التطلعات السوسيو-اقتصادية للفئات الفقيرة ، وعيا منه بأن هذه الفئات بالذات، تمثل خزانا انتخابيا من شأنه أن يمكن “البيجيدي” من تفادي “تصويت عقابي” محتمل خلال تشريعيات سابع أكتوبر ليوم الجمعة القادم.

على مدار سنوات ولايتها الخمس ، ما فتئت حكومة ابن كيران ، تدعي أن الفضل يعود إليها في ما تحقق في المجال الاجتماعي ، في حين أن المغاربة يدركون أن سياسة التطور الاجتماعي هي ثمرة مسلسل سياسي طويل في الزمن وتدريجي ، جاء نتيجة مقاربة قائمة على مبدئ القرب وآليات ترسيخ الاندماج الاجتماعي.

ذلك أن العائدات الاجتماعية الناجمة عن المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية ، تجعل المواطنين يعتقدون بأنها نتاج المبادرات الحكومية ، وإن كانت الساكنة المستهدفة، تضع ثقتها أكثر في المشاريع والمبادرات الملكية ، وإن كان ذلك ينعكس على البرامج العامة للتضامن ومقاومة الفقر والهشاشة الاجتماعية.

وفي اطار هذا المسلسل نهجت الحكومات المتعاقبة  سياسة اجتماعية قائمة على عدة محاور من بينها تقديم الدعم المباشر لفائدة الفئات الفقيرة ، وهو ما تجلى في برامج “تيسير” مثلا ، الخاصة بمقاومة الهدر المدرسي (2008 و2009 ) ، قبل أن يتم تطويره سنة 2012 من قبل الحكومة الحالية. وكذاك برنامج “دعم”، الخاص بالدعم المباشر للأرامل في وضعية هشاشة ومتكفلات بأيتام ، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”رميد” ، أي ،نظام المساعدة الطبية ، الذي تم إعداده سنة 2002 ، وتم البدء في تنفيذه في مارس 2012 ، فضلا عن برنامج الزيادة في منح الطلبة الذي دخل حيز التنفيذ في السنة الجامعية 2014-2015.

وعلى الرغم كون برامج الدعم هاته ، موجهة لتحسين الوضعية الاجتماعية للشرائح الاجتماعية في وضعية هشاشة، فإن الدعم المباشر الذي قدمته السلطات العمومية سجل تفاوتات بالنسبة لتوزيعها على المناطق.

كما أن المستفيدين من هذه البرامج ، وإن كانوا قد عبروا عن رضاهم للاهتمام الذي أولته لهم السلطات العمومية ، فإنهم مع ذلك يشتكون من محدودية هذه البرامج ، مطالبين بتعميم المساعدة الاجتماعية لتشمل الفئات المبعدة من نظام الدعم المباشر.

كما أن فئات اجتماعية اخرى أثارت الطابع المناسباتي لبعض أوجه الدعم وعدم كفاية الكميات الموزعة ، مقارنة مع ارتفاع الحاجيات.

في هذا الاطار ما فتئت الفئات المحتاجة المستهدفة من قبل الدعم الاجتماعي للحكومة، تعبر عن خيبة أملها ، بسبب بطئ مسطرة منح الدعم، مع استنكارها لممارسات تطالهم من قبل بعض أعوان السلطة عديمي الضمير المكلفين بتحديد الفئات المرشحة للاستفادة من الدعم.

كما أنه ، إذا كانت أغلبية المستفيدين من البرامج الاجتماعية التي تسهر عليها الحكومة ، تنسب هذه المنجزات إلى عمليات استراتيجية تقوم بها الدولة ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك ،، فإن بعض الفئات الفقيرة تشعر أنها متضررة من الاجراءات الصارمة كشرط للاستفادة من الدعم الاجتماعي ، والناجمة عن تعقيد المساطر الجاري بها العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى