الأخبارمجتمعمستجدات

عندما تخاف فرنسا.. تُكثر من التصريحات وتعود إلى حضن المغرب!

الخط :
إستمع للمقال

نسأل وزير فرنسا دارمانان بكل صراحة وصداقة كبيرة: هل تستأمنون على ديموقراطيتكم وحقوق مواطنيكم وقيمهم… أجهزة تحرَّكتم في أوروبا من أجل اتهامها بالتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان؟

لعل أول ملاحظة تستأثر باهتمام الصحافيين والإعلاميين وخبراء تحليل الخطاب المتابعين لتطورات العلاقات بين الرباط وباريس، هي ملاحظة ذات مفارقة لغوية! فالكل في الطرف الفرنسي، يُسْهب في الحديث، بدء من وزير الخارجية سيجورني، مرورا بالوزير المنتدب في الشؤون الاقتصادية ووصولا إلى وزير الداخلية موسى جيرالد دارمانان..
في المقابل، يلتزم النظراء المغاربة، في الأعم على ما قل ودل وأحيانا على الصمت المتكامل ويكتفون بنشر ما يقررونه مع زملائهم الفرنسيين.

آخر مثال على ما نقول، «الصمت الناطق» الذي التزمه وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، أثناء زيارة نظيره الفرنسي وبعدها.

لا ضرورة لتفسير ذلك، من زاوية دلالة الخطاب ولا من حيث المغازي التداولية لاختيار مثل هذا الاختيار، وقد نجمله في القول أن الذي يتحدث كثيرا، في العادة المغربية هو الذي يكون مطالبا بتعليل ما يطلبه أو ما ينتظره. من مخاطبه.
وفي الغالب، نكتشف بأن الوزراء الفرنسيين يسهبون في الكلام، في حين يلتزم المغاربة الكثير من الصمت العاقل، كما لو أن حال لسانهم يقول: “ننتظر الأهم مما هو قائم الآن”.

وفي هذا الباب يمكن أن ننطر إلى كلام وزير الداخلية الفرنسي، نظرة خاصة.
ففي تصريحاته التي أعقبت زيارته لائحة مفصلة عن انتظارات الفرنسيين من المغرب والمغاربة، ولا سيما في ما يتعلق بالجانب الأمني.

وهنا يمكن القول بدون المبالغة بأن فرنسا عندما يستبد بها الخوف، الخوف الاستراتيجي الذي يهم الدولة كلها، كما الخوف المباشر الذي له علاقة بأمن الناس وحياتهم وطمأنينتهم تتجه جهة المغرب. ولنا فيما نقلته وكالات الأنباء المغربية والفرنسية والدولية عن الوزير الفرنسي، ما يثبت تحليلنا هذا، ونحن لا ننقص من المسؤولين الفرنسيين عندما نقول ذلك، بل لعلنا نحيي حرصهم على أمن مواطنيهم وسلامتهم والبحث عن الشريك الجدي والمسؤول الذي يضمن ذلك.

فالسيد دارميان، الذي كانت له ميولات واضحة نحو جيراننا في الشرق، نظرا لعلاقة الانتساب التي تربطه بالجزائر بلد جده الجندي الجزائري، أسهب في الحديث عن أفضال المغرب على زمن بلاده.

ربما تطلب منه ذلك أربع سنوات كاملة حتى يتحقق من الشريك الفعلي ويميزه عن الشريك الوهمي، لكن الحقيقة التي عبّر عنها تلزمه مستقبلا بالدفع نحو اختيارات حاسمة. فهو يقول بعظمة لسانه، ما عجزت دولته عن فهمه مدة طويلة عمدا كانت تتحرش باأجهزة الأمنية المغربية!

وقال جيرالد دارمانان: «لولا أصدقاؤنا المغاربة والعمل المتميز الذي تقوم به الشرطة القضائية المغربية، لكانت فرنسا في خطر أكثر مما هي عليه». وهذا تصريح يتطلب لوحده برنامج دولة لتحقيقه!

وقال جيرالد دارمانان: «التوقيفات التي نفذها المغرب استجابة للطلبات المقدمة من قبل فرنسا، تعكس الفعالية الكبرى للشرطة المغربية».

وقال جيرالد دارمانان: «لولا مصالح الاستخبارات المغربية، لكانت فرنسا أكثر تضررا».
وقال جيرالد دارمانان: «المغرب ما فتئ يساعد فرنسا بشكل كبير في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لاسيما الألعاب الأولمبية»

وقال جيرال دارمانان: «أشكر الأجهزة المغربية على العمل الهام الذي تقوم به مع المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي والأجهزة الفرنسية»…

ولعله قال أكثر من هذا، وهو يتدفَّأ بالوجود الأمني المغربي بالقرب منه، وقال أكثر منه في جلسات العمل التي لا تحضرها الصحافة، وقال أبلغ منه في الاعترافات الخاصة وهو ينظر إلى ما سببته فرنسا للمغرب من أذى في المحافل الأوروبية وهي تعادي نفس الأجهزة الأمنية وتلطخ سمعتها وتتهمها بانتهاكات حقوق الإنسان..!.

لكن بما أن الوزير «نوه بـالحوار الصريح بين بلدين صديقين كبيرين، هدفهما المشترك حماية ديمقراطياتنا وقيمنا، ومحاربة التطرف»، يمكن أن نسأله بكل صراحة وصداقة كبيرة: هل تستأمنون على ديموقراطيتكم وحقوق مواطنيكم وقيمهم… أجهزة تحركتم في أوروبا من أجل اتهامها بالتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان؟

هو مجرد سؤول أنتم أدرى بجوابه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى