أشادت صحيفة مصرية بالتجربة المغربية في مكافحة ظاهرة الإرهاب باستخدام الثقافة والقانون.
وذكرت صحيفة “الأهرام” في عددها اليوم الأحد أن دول شمال افريقيا، وعلى رأسها المغرب، أعطت فى الآونة الأخيرة اهتماما متزايدا لفكرة استخدام الثقافة من أجل محاربة ظاهرة الإرهاب ” فمنها من قرر مراجعة مناهج التربية الدينية من أجل إظهار الدين الإسلامي على حقيقته، وأنه بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة ، حيث إنه يدعو إلى عدم إراقة الدماء ، ومنها من كثف من عقد الندوات الثقافية لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب الذي تغذيه الأفكار الظلامية والبعد عن الدين” .
وذكرت “الأهرام” أن المغرب هو من أوائل دول شمال افريقيا التي لم تكتف بمحاربة الإرهاب، ليس من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية فقط، بل تعدت ذلك إلى استخدام الثقافة لتعريف الشباب بمخاطر هذه الظاهرة البغيضة على الدولة، ووصلت إلى أن أصدر الملك محمد السادس مؤخرا تعليمات الغرض منها مراجعة مناهج و برامج تدريس التربية الدينية في مختلف مستويات التعليم من أجل تكريس التسامح و الاعتدال .
وأردفت الصحيفة قائلة ” قد حتم موقع المغرب الجغرافي عليه التفاعل مع التطورات التي تعرفها المنطقة،خاصة أن الرباط شاركت منذ وقت مبكر في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي ضربت عددا من الدول العربية والأجنبية ، وفق مقاربة لا تقف عند البعد الأمني المحض، بل تعتمد آليات متنوعة منها المقاربة التعليمية التي تعتبر المناهج و البرامج مدخلها الأساسي”.
ولم يكن انخراط المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، تضيف”الأهرام”، شيئا جديدا، حيث أسهم في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنته من التهديدات التي يمثلها تنظيم القاعدة في المغرب العربي، بالإضافة إلى المجموعات المتشددة التي تنتشر على الحدود في دول المغرب العربي و افريقيا ” وحققت سياسات المغرب في مكافحة هذه الظاهرة نتائج ملموسة، فتمكن من إحباط العديد من المحاولات الإرهابية التي استهدفت مواقع في الداخل” تؤكد الصحيفة.
كما تطرقت الصحيفة إلى إصدار الحكومة المغربية، بعد أسبوعين من تفجيرات الدار البيضاء عام 2003 ، قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب، تضمن هذا القانون تغليظ العقوبات لمن يشارك في أي عمليات إرهابية.
