الأخبارثقافةرمضانيات برلمانمستجدات

شخصيات صنعت التاريخ.. قصة فلورانس الممرضة الأسطورة ملكة علم التمريض الحديث

الخط :
إستمع للمقال

عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.

عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية ” فلورانس نايتينجيل“، الممرضة التي رفضت الزواج من أجل تأسيس أسس مهنة التمريض الحديث، وكافحت في سبيل المهنة النبيلة.

تعد فلورنس نايتنجيل، الممرضة البريطانية والتي عرفت باسم حاملة المصباح، رائدة علم التمريض في العالم، لإسهاماتها الكبيرة في تطوير مهنة التمريض في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث اشتهرت بجولاتها الليلية لمساعدة الجرحى، ومن تم جاء لقبها “سيدة المصباح”.

نبذة عن فلورنس نايتنجيل :

ولدت فلورنس نايتنجيل في 12 ماي عام 1820 في مدينة  فلورنس بإيطاليا، لأبوين إنجليزيين، حيث ولدت في إيطاليا أثناء سفر والديها، وقد سميت فلورنس وشقيقتها الكبرى بارثينوب باسم المدن الإيطالية التي ولدا فيها. 

ترعرعت فلورنس في أسرة ثرية، وعندما كانت في سن المراهقة، آمنت بأنها تلقت إشارة من الله لتساعد الفقراء والمرضى، وعلى الرغم من أنها لم تكن مهنة لها احترامها في ذلك الوقت، إلا أن فلورنس أخبرت والديها برغبتها في أن تصبح ممرضة.

لم يوافق والداها على قرارها بعدما كانا يفكران في تزويجها وفي النهاية سمحا لها بالذهاب إلى ألمانيا للدراسة في مستشفى ومدرسة باستور ثيودور فيلدنر، وبعد الإنتهاء من برنامجها الدراسي في ألمانيا، ذهبت فلورنس إلى باريس لتتلقى تدريباً إضافياً مع “أخوات الرحمة”حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك 33 عاماً.

حرب القرم.. بداية صعود فلورانس:

في العام 1853 اندلعت حرب القرم بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وأدت الحرب إلى سقوط عشرات الضحايا من الجانبين، وذكرت تقارير الصحافة البريطانية أن العديد من الجنود ماتوا لإفتقارهم أبسط أنواع الإسعافات الأولية، وكان هذا بمثابة صدمة للرأي العام البريطاني.

بعد انتشار الفضيحة طُلب من فلورنس نايتنجيل السفر إلى جزيرة القرم لتدريب وتنظيم مجموعة من الممرضات، وكانت فلورانس سعيدة لتوليها منصبا يضع تدريبها كممرضة موضع الإستخدام، كما كانت صارمة في اختيار ممرضاتها وتدريبهن.

 بعد قدومها وجدت فلورانس المستشفى غارقا في القذارة والفوضى، ولم تكن الأسرة كافية للمرضى وتفوح من المكان رائحة كريهة، والفئران تركض في كل مكان وتنشر الأمراض.

اهتمت فلورنس بتمريض الجنود في الجيش وكان فريقها من الممرضات يرتدون زيا موحدا وواضحا، وركزت على النظافة وقواعد التطهير، ونتيجة لمجهوداتها الرائعة فقد أصبحت بطلة وطنية وحازت على تقدير كبير من الجنود في الجيش، ونالت العديد من الجوائز، وتبرع لها الشعب الإنجليزي ماديا لتنشئ مدرسة لتعليم الممرضات.

تكريم فلورانس ورد الجميل:

عندما عادت فلورنس من الحرب، واصلت تحسين ظروف المستشفيات، فقدمت تجاربها ومعرفتها إلى الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت في عام 1856، اللذين أعجبا بخبرتها الطبية التي كانت سببا رئيسيا في تشكيل لجنة ملكية لتحسين صحة الجيش البريطاني كما كانت نايتنجيل ماهرة البيانات والأرقام لدرجة أنها في عام 1858 تم انتخابها أيضًا كأول امرأة عضو في الجمعية الإحصائية الملكية. 

ونتيجة لجهودها خلال الحرب، تم إنشاء صندوق لصالح “نايتنجيل” لمواصلة تعليم الممرضات في إنجلترا، حيث قامت بنشر كتب ساهمت في نشر المعرفة الطبية في عصرها، ورغم مرضها واصلت فلورانس وهي طريحة الفراش الدعوة لممارسات التمريض الآمنة حتى وفاتها في الـ13 غشت 1910، عن عمر يناهز التسعين عاما.

 واعترافا بخدماتها الجليلة، أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد سنتين من وفاتها وسام فلورنس نايتنجيل، الذي يُمنح للممرضات الممتازات كل عامين، كما تم الاحتفال بيوم الممرضات العالمي في عيد ميلادها 12 ماي منذ عام 1965 والذي تحول فيما بعد إلى إسم اليوم العالمي للتمريض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى