يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أبرز الشخصيات التاريخية، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “أبرز الشخضيات عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول مسار العديد من الشخصيات الوطنية والأجنبية.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “أبرز الشخصيات عبر التاريخ”، لمسار السياسي والمقاوم المغربي عباس الفاسي.
ولد علال ابن المفتي العالم عبد الواحد بن عبد السلام بن علال الفهري الفاسي، يوم 20 يناير 1910 في مدينة فاس بالمغرب، لأسرة عربية مسلمة عريقة.
تلقى علال الفاسي مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم في الكتّاب على يد الفقيه محمد الخمسي، ثم انتقل إلى المدرسة العربية الحرة بفاس القديمة لتعلم مبادئ الدين وقواعد اللغة العربية، قبل أن يلتحق عام 1920 بجامع القرويين، فتكون على يد كبار العلماء المغاربة.
انخرط علال الفاسي في العمل الوطني المغربي ومقاومة المحتل الفرنسي، وتنقسم مسيرته الجهادية بعدة مراحل. في بداية نشاطه أسس جمعية من زملائه الطلبة في القرويين أطلق عليها “جمعية القرويين لمقاومة المحتلين، وأيد موقف شيوخه الدكالي والعلوي بمعارضة الظهير البربري، فألقى عدة خطب في التحذير منه، وبسبب فصاحته وخطاباته المؤثرة كانت تستجيب له الجماهير فتخرج المظاهرات الحاشدة تندد بهذه السياسة، ولذلك اعتقلته السلطات الفرنسية وهو طالب، ونفته إلى بلدة تازة، ثم عاد بعد الإفراج عنه إلى فاس سنة 1931م، فمنعته من التدريس، فانصرف إلى جامع القرويين يلقي الدروس العلمية الليلية عن تاريخ الإسلام، وفي عام 1933 حاولت الإدارة الفرنسية اعتقاله مجدداً فسافر إلى إسبانيا و سويسرا، قبل أن يعود إلى المغرب عام 1934 فشارك في تأسيس كتلة العمل الوطني، وأسس أول نقابة للعمال سنة 1936.
وبعد تقديم وثيقة مطالب الشعب المغربي سنة 1937 للسلطات الحماية، أبعدته السلطات إلى الغابون منفياً إلى سنة 1941، ثم إلى الكونغو حتى سنة 1946، حبيساً في زنزانةٍ، وبعد إطلاق سراحه، وانشقاق محمد الحسن الوزاني عن الكتلة الوطنية، أنشأ مع رفاقه حزب الاستقلال ثم سافر متنقلاً بين البلاد العربية والأوروبية يدعو لاستقلال المغرب عن فرنسا.
عاد إلى المغرب سنة 1949 فمنعه الفرنسيون من الدخول، فأقام بمدينة طنجة، وفي سنة 1953 قام الاستعمار الفرنسي، بنفي الملك المغربي محمد الخامس بن يوسف خارج البلاد، فدعا علال الفاسي الشعب المغربي للثورة ضد فرنسا، وكان قائد الثورة حتى عودة الملك، واستقرار أمر البلاد.
بعد نيل المغرب استقلاله سنة 1955، ورجوع الملك محمد الخامس إلى عرشه عاد علال الفاسي إلى المغرب، وعاود نشاطه القديم فتولى رئاسة حزب الاستقلال، واختير عضوا رئيسيا في مجلس الدستور لوضع دستور البلاد، ثم انتخب رئيسا له، وقدم مشروع القانون الأساسي، وشارك في وضع الأسس الأولى لدستور سنة 1962، ودخل الانتخابات التي أجريت سنة 1963 ودخل الوزارة، وإليه يرجع الفضل في إنشاء مشروع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
بعد وفاة الملك محمد الخامس، تولى وزارة الدولة للشؤون الإسلامية عام 1961، ثم استقال عام 1963، وانضمّ بحزبه حزب الاستقلال إلى صفوف المعارضة.
توفي علال الفاسي يوم الاثنين 20 مايو 1974، في العاصمة الرومانية بوخارست، وهو في مهمة دبلوماسية على رأس وفد من حزب الاستقلال.