وأخيرا تنفس الصعداء جل مناضلي حزب الاستقلال وكذا المتعاطفين معهم ومع تاريخ أقدم حزب في المغرب، مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج انتخاب القيادة الجديدة التي آلت لنزار بركة، بعد صراع مرير مع مناورات شباط المنتهية ولايته، ومعه ثلة أتباعه، حتى في آخر لحظاته.
وإذا كان شباط قد لعب كل أوراقه الخاسرة وهو يغادر دفة قيادة حزب الاستقلال من الباب الضيق مكرها، غير مكلف نفسه محاولة اللعب نظيفا، على الأقل ليحافظ على قليل من ماء وجهه، وهو الذي اختطف قبل خمس سنوات حزبا عريقا من حجم حزب الاستقلال، بمناورات ومراوغات، انعكست نتائجها سلبا على عموم المشهد السياسي المغربي، فإن المرحلة المقبلة مما بقي من مستقبل شباط السياسين ستحكم عليه لا محالة بسواد وشر مستطير كما يتوقع الجميع.
شباط أو “حميد” مجردا كما قرر عدد من الاستقلاليين تسميته من الآن وصاعدا، والذي فشل في تمرير التقرير المالي لفترة ولايته على رأس الحزب خلال أشغال المؤتمر السابع عشر، الذي عرقل عن طريق الصحون ومواليه أشغاله في سابقة هي الأولى داخل الحزب، سيكون في القادم من الأيام أمام فترة محاسبة عسيرة، ستهدد “مجد ثرواته” الذي بناه خلال كل فترة تحكمه في عدد من هياكل الحزب.
المطلوب اليوم بحسب رأي العديدين أن يوضع شباط ومعه كل فروعه رهن المراقبة الشديدة أي انفلات لا قدر الله خارج المغرب، في محاولة منه للهروب أو على الأقل تهريب ثرواته المتراكمة، أو ابتكار حل جديد لابتزاز الدولة كما سبق وفعل وهو يمثل أعرق حزب مغربي في الأزمة المفتعلة مع موريتانيا.