سعي الجزائر لشراء القمح والشعير يكذب تصريحات تبون بشأن توفر بلاده على الاكتفاء الذاتي منهما
أظهر الإعلان الأخير للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن في الجزائر، عن مناقصة دولية لشراء 120 ألف طن من علف الذرة و35 ألف طن من علف الشعير، تناقضا واضحا مع تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون التي ادعى فيها تحقيق بلاده للاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية في الجزائر، خاصة القمح والشعير.
ويؤكد إعلان المناقصة أن الجزائر لا تزال تعتمد بشكل كبير على استيراد الأعلاف لتلبية احتياجاتها المحلية، وهو ما يتعارض مع مزاعم الرئيس تبون بأن الجزائر قد أصبحت قادرة على تلبية احتياجاتها الزراعية من الداخل.
وتظهر هذه الخطوة عدم قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الواقع، مما يطرح تساؤلات حول دقة التصريحات الرسمية المثيرة لتبون ومدى مصداقيتها.
إضافة إلى ذلك، فإن إعلان الجزائر عن رغبتها في شراء كميات كبيرة من علف الذرة من البرازيل أو الأرجنتين وعلف الشعير من مناشئ اختيارية، يشير إلى أن القطاع الزراعي في الجزائر لا يزال يواجه تحديات كبيرة.
وهذا التناقض في التصريحات والسياسات يعكس سوء إدارة الموارد ويطرح تساؤلات حول قدرة النظام الجزائري على تحقيق الأهداف التي يُعلنها، فمن جهة، يتم الترويج لاكتفاء ذاتي لم يتحقق بعد، ومن جهة أخرى، تستمر البلاد في استيراد كميات ضخمة من المنتجات الزراعية، وهذا الوضع يعكس خللا كبيرا في التخطيط الزراعي والسياسات الاقتصادية لبلد يتوفر على ثروات طبيعية هائلة ستجعله قوة اقتصادية، لكن العسكر الحاكم يستغل أموال الغاز الجزائري لشن حملات معادية للمغرب وللمس بوحدته الترابية، دون أن ينجح في ذلك.