خوفا من السقوط في قبضة العدالة الاسبانية ، التي كانت تترقب وصوله إلى اسبانيا ، تراجع زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية ، إبراهيم غالي في آخر لحظة، عن زيارته إلى برشلونة ، حيث كان مقررا أن يشارك ابتداء من اليوم الجمعة ، في لقاء دولي مؤيد لـ”قضية الشعب الصحراوي” ، تنظمه التنسيقية الأوروبية لدعم “البوليساريو”.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة العليا الاسبانية قد أصدر قبل أيام أمره للشرطة الاسبانية بتبليغ استدعاء لإبراهيم غالي للمثول أمامه غد السبت، قصد استنطاقه حول التهم المنسوبة إليه ، عندما كان “وزيرا للجمهورية الصحراوية” المزعومة ،والمتعلقة على الخصوص بالإبادة الجماعية، وذلك على خلفية شكاية سبق أن تقدم بها ثلاثة ضحايا اسبان من أصل صحراوي ، تتهمه بارتكاب جرائم الاغتيال والتعذيب والاحتجاز .
وبدل أن يتوجه اليوم الجمعة، إلى اسبانيا ، كما كان مقررا ، فضل قائد الانفصاليين القيام بما أسمته منابر الدعاية القريبة من “البوليساريو” بـ “زيارة رسمية تستمر 6 أيام للمناطق العسكرية الصحراوية بقطاع الجنوب”، وهي المنطقة القريبة من خط الدفاع الذي بناه الجيش المغربي.
وبذلك ، بدل مواجهة القضاء الاسباني على جرائمه ، فضل زعيم الانفصاليين ، خوفا وحذرا ، البقاء في منطقة تندوف بالجزائر ،للقيام بما أسمته أبواق الدعاية “زيارة عمل وتفتيش إلى نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالقطاع الجنوبي”.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، إلى متى سيظل إبراهيم غالي يختبئ هروبا من قبضة العدالة الاسبانية ؟ ما هو مؤكد ، أنه لن يستطيع من الآن فصاعدا الوصول إلى اسبانيا ، الدولة ، التي ما فتئ يطلب دعمها ومساندتها.
جدير بالذكر أن الشكوى التي توجد أمام القضاء الاسباني ، تقدم بها عدد من ضحايا وأعضاء الجمعية الصحراوية لحقوق الانسان، تتهم غالي بارتكاب أعمال إبادة جماعية واغتيال وتعذيب واحتجاز غير قانوني وأعمال إرهابية واختفاء ، ضد 25 من أعضاء “البوليساريو” و 3 مسؤولين في الجيش الجزائري .
وكان زعيم الانفصاليين ، إبان ارتكاب هذه الأفعال، ممثلا لـ”البوليساريو” في مدريد إلى غاية فبراير 2008 ، أي شهران بعد التقدم بالشكوى أمام القضاء الاسباني.
