شؤون برلمانية

روكبان يستفسر بلمختار عن فيديو الأستاذ الذي يستهزئ من تلميذته بطريقة مهينة

الخط :
إستمع للمقال
في أولى ردود الفعل السياسية و البرلمانية على شريط الفيديو الذي يظهر فيه أستاذ يستهزئ من تلميذة بطريقة مهينة للكرامة الإنسانية ، راسل رشيد روكبان رئيس فريق التقدم الاشتراكي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار مستفسرا إياه عن الإجراءات والتدابير التي ستخذ في حق هذا الأستاذ .
و عبر روكبان عن أسفه لما وصفه “بالفعل الشنيع الذي يحمل في طياته كل الدلالات الواضحة المتنافية والمتعارضة مع العمل التربوي القويم، وكل العنف المعنوي، والإهانة المخلة بكرامة طفلة بريئة والاستهزاء بها، واستغلال براءتها  بشكل فظيع امام زميلاتها وزملائها في القسم وأمام العموم”.
و أكد روكبان أن فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب يرفض هذه الإساءة للتلميذة معلنا “تضامن الفريق المبدئي والمطلق واللامشروط مع هذه الطفلة التي ذهبت ضحية هذا السلوك  المرفوض في كل مستوياته ودلالاته السلبية، وبغير ذنب اقترفته، دون أن يعني  هذا السلوك المرفوض تعميم الحكم على أداء  كل الاساتذة والأطر التربوية الجادة والمسؤولة “.
 و طالب روكبان الوزير بلمختار بتوضيح “الاجراءات والتدابير التي قمتم بها أو التي تعتزمون القيام بها في هذه النازلة  الخطيرة، التي تستلزم وتستدعي فتح تحقيق عاجل ونزيه من قبل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لتحديد مكانها وكل الأطراف المتسببة فيها، مع اتخاذ كل الاجراءات القانونية الزجرية والعقابية في حق المسؤول”
هذا وكانت عدد من المواقع الإلكترونية على الأنترنت والشبكات الإجتماعية تداولت في المدة الأخيرة وعلى نطاق واسع، شريط فيديو مدته دقيقان وأربع ثوان أثار اشمئزاز  وإستياء وغضب كل الغيورين والمدافعين عن الكرامة الإنسانية في أسمى تجلياتها، ويضهر في الفيديو  تصوير تلميذة تعاني من تعثر دراسي عجزت من خلاله عن كتابة العدد 5 بشكل صحيح كما يبدو، لكن أستاذها أو الشخص الذي صور هذا الفيديو، استغل تعثرها الدراسي والصعوبات التي تعاني منها  ليهين كرامتها بشكل فظيع .

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أولا: ولكي لايتم التملص من المسؤولية وما تستتبعه ، مدرس الطفلة ، ولن أقول عنه ” أستاذ ” لأنه لا يستحقها ، مسؤول بالدرجة الأولى عن الحادثة المأساة ، سواء أكان هو من قام بعملية التصوير أم سمح لغيره بالقيام بها .
    ثانيا : أستطيع أن أبصم بالعشرة بأن المصور هو مدرس الطفلة ، انطلاقا من نظراتها الخانعة المطيعة الباحثة عن إرضائه المستسلمة لتوجيهاته المريضة .
    ثالثا : لقد نسي هذا المدرس في محاولته لتسجيل مدى تدني مستوى تلاميذ منظومتنا التربوية ، أنه بفعله هذا إنما يسجل تدني مردودية أمثاله ممن ابتليت بهم هذه المنظومة وأنه إنما يثبت على نفسه وأمثاله إهمالهم لدورهم الأساسي في تقويم التعثرات التي تصادفهم ، وانصرافهم إلى تعليق عجزهم وتهاونهم على كل مشجب ممكن .
    رابعا : إن سلوك المدرس الفاشل هذا يثبت أميته بالتشريعات المعمول بها في مجال التربية والتكوين خصوصا ، وفي الحياة العامة عموما ، حيث يمنع استعمال الهاتف المحمول داخل المؤسسة التعليمية للاتصال ، أما لأغراض أخرى فالمنع أقوى وأشد ، وأن التصوير داخل المؤسسة التعليمية ، بأي وسيلة كانت يتوقف على ترخيص إداري ، وأن تصوير الأشخاص دون موافقتهم يعتبر أعتداء على خصوصيتهم يصنف في خانة الجنح التي تجيز الحق في المتابعة ، أما استعمال ما تم تصويره لأي غرض دون موافقة المعني فيرتفع إلى حكم الجناية ، وحين يتعلق الأمر بقاصر تحت الوصاية ، كما هو حال الطفلة ومدرسها ، فإن ذلك يعتبر من ظروف التشديد التي ترفع العقوبة ، على اعتبار أنها ارتكاب للجناية مرفوق باستغلال سلطة الوصاية وضعف القاصر ، دون أي إمكانية لنفي حالة القصد والترصد .
    أما معرفته بأصول علم النفس العام والتربوي ، وسيكولوجية الطفل ، وطرق وتقنيات التواصل معه ، فلا أظن أن أحدا يمكن أن يحدد لمثل هذا المدرس أي درجة دنيا من الاطلاع عليه ، فما بالكم بتوظيفه .
    خامسا : بالنسبة لتحديد المسؤوليات ، ودون الحديث عن المسؤولية الأولى والأساسية للمدرس ، فليعلم كل من تعرف على الطفلة ، من زملاء المدرس وإدارة المؤسسة ، وأولياء التلاميذ وغيرهم ، أنهم معرضون للمساءلة تحت طائلة عدم التبليغ عن جناية ، إن لم يبادروا لفضح المدرس المعني ، وعند معرفته تترتب على كل الجهات الوصية ، نيابة وأكاديمية ووزارة ، مسؤولية المتابعة التربوية والإدارية للحادث ، والتي لايمكن في هذه الحالة أن تقل عن عرض المعني بالأمر على المجلس التأديبي لتحديد العقوبات الملائمة في حقه . أما المسؤولية العامة فتعود إلى وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ، الوصية عن المنظومة التربوية ببلدنا ، والتي اعتمدت لعقود من الزمن مراكز وبرامج تكوين تنتج أمثال هذا المدرس ، ثم تعود إلى هيأة التأطير والمراقبة التي ، إما لقصور أو تهاون أو غيرهما من الاعتبارات ، لا تتمكن من ضبط هذه الحالات ، وتعود بعد ذلك للتدبير الإداري لحاجيات المؤسسة التعليمية من الموارد بتغليب معيار الكم على الجودة ، وتغليب الهاجس الأمني على التربوي ، وهو التدبير الذي يفرض التركيز على توفير مدرس دون اعتبار لمدى صلاحيته للتدريس ، وحتى لمدى خطورته على التلاميذ تحصيليا وتربويا وأحيانا جسديا ، وتمتد المسؤولية إلى الأسرة التي تسجل غيابا يكاد يكون كليا عن متابعة وضعية تدريس وتحصيل أبنائها .
    وختاما أقول عن هذا المدرس ، ولا أقول له لأنه لا يستحق أن أخاطبه ، وأقول لأمثاله : لو أوتيت سلطة لما اكتفيت بطرده من الوظيفة ، فهذا أقل ما يجب في حقه ، لأنه لايصلح لها ، بل إنني لن أتوانى في إنزال أقصى العقوبات الزجرية في القانون العام في حقه ، مصحوبة بالتشهير به بأوسع مما فعله بالطفلة البريئة التي لم يتجاوز سلوكها في الحركة الأولى والثانية فضح الجريمة النكراء لمدرسها السابق بعدم تعليمها الرقم 5 ، أما باقي الحركات فكانت تنفيذا لتوجيهات مدرسها الحالي المصحوبة بالتعبير عن الرضى عنها والأمر بمواصلة المضي فيها ، وهو ما يدخل في باب التغرير بقاصر .
    إن الحالة موضوع النقاش تجسد بالملموس حالة من حالات تعفن منظومتنا التربوية ، والتي تسم من خلالها كل ممتهني التدريس ببلدنا ، بما فيهم شرفاؤهم الذين يبذلون ما لا يعلمه إلا الله من جهود لترميم ، ولا أقول لإصلاح ، ما يرتكبه أمثال هذا المدرس من تخريب للناشئة ، ويعطي للمسؤولين عن منظومة التربوية مبررا لاتخاذ أساتذة المؤسسة التعليمية العمومية وأطرها التربوية مشجبا يعلقون عليه فشل مخططاتهم وبرامجهم .

     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى