رمضانيات.. فضل الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة في العشر الأواخر
خلال شهر رمضان، يحاول المسلم اغتنام الفرصة والظفر بأكبر عدد من الحسنات عبر مجموعة من العبادات والسلوكيات التي يوصي بها الله عز وجل أمته عن طريق القرآن الكريم، أو من خلال الأحاديث النبوية وقصص الأنبياء، حيث أنه إلى جانب قراءة القرآن أكد مجموعة من علماء الدين أن هناك سر في العشر الأواخر، مقترن بالآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
فقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة وهي أطول سورة في القرآن الكريم، بالعبادة البسيطة لكن أجرها كبير فى العشر الأواخر من رمضان، حيث قال العلماء إن قراءتها كثواب قيام الليل، يقول عز وجل “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)”.
وقد أجمع علماء الفقه والدين على أن الآيتين تشتملان على جملة من الأدعية التي تختزل خيرات الدنيا والآخرة، حيث شرحوا أنه من عبارة “آمن الرسول” إلى قوله “لا نفرق بين أحد من رسله” إشارة إلى الإيمان والتصديق، وقوله عز وجل “سمعنا وأطعنا” تشير إلى الإسلام والأعمال المعروفة، وقوله تعالى “وإليك المصير” باعتبارها توحي لجزاء العمل في الآخرة، أما عبارة “لا يكلف الله” إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك.
أما عن المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم “من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفَتَاه”، أي بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل، فلو أن المسلم قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد “كفتاه” عن ذلك من قيام الليل، كفتاه من كل شر، وينام ليلته آمناً مطمئناً، وكفتاه شر الجن والإنس، كما أنهما تجزئان عن قراءة القرآن في هذه الليلة.