الأخباررمضانيات برلمانمستجدات

“ذاكرة رمضانية”.. فرض زكاة الفطر

الخط :
إستمع للمقال

يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت في هذا الشهر المبارك في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان. 

وحدث ذاكرة اليوم يعود إلى مثل هذا اليوم، وتحديدا 27 رمضان من العام الثاني للهجرة حين فرضت زكاة الفطر في المدينة المنورة.

وزكاة الفِطر أو صدقة الفِطر، والتي تعتبر زكاة للأبدان، هي صدقة معلومة بمقدار معلوم، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة، عن طائفة مخصوصة، لطائفة مخصوصة، تجب بالفطر من رمضان، طُهرة للصائم: من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين. 

وتجب هذه الزكاة بغروب الشمس من ليلة العيد، وقت الفطر وانقضاء صوم شهر رمضان، إلى قبيل أداء صلاة عيد الفطر.

واختُلفت الآراء والتأويلات في سبب تسميتها بزكاة الفطر: فقيل من إضافة الشيء إلى سببه أو زمنه؛ لأن الفطر من رمضان سبب وجوبها، فأضيفت إليه؛ لوجوبها به، فيقال: «زكاة الفِطر». ويؤيد هذا ما جاء في بعض طرق حديث ابن عمر: «زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ» (صحيح مسلم 984). ورجح هذا الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن عثيمين.

فيما ترجع تحويلات أخرى سبب تسميتها لكونها صدقة النفوس، والفِطرة: الخِلقة، قال الله تعالى: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ﴾ [الروم:30]. قاله ابن قتيبة، والنووي.

ويقال: زكاة الفِطر، وصدقة الفِطر، ويقال للمُخْرَج: فِطْرَة، وهي لفظة مولدة لا عربية ولا معربة بل اصطلاحية للفقهاء.

وقد أجمع علماء المسلمين على أن زكاة الفطر فرض. فقال الإمام ابن المنذر: «وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض، وأجمعوا على أن صدقة الفطر تجب على المرء، إذا أمكنه أداؤها عن نفسه، وأولاده الأطفال، الذين لا أموال لهم، وأجمعوا على أن على المرء أداء زكاة الفطر عن مملوكه الحاضر».

وقد فرضت زكاة الفطر في السنة التي فرض فيها صيام رمضان قبل العيد، أي في السنة الثانية من الهجرة.

ومن حِكم تشريع زكاة الفطر: جبر الخلل الواقع في الصوم، كما يجبر سجود السهو الخلل الواقع في الصلاة. فقد يقع الصائم في شهر رمضان ببعض المخالفات التي تخدش كمال الصوم من لغو ورفث وصخب وسباب ونظر محرم.

ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».

كما تشمل حكمتها ايضا مواساة للفقراء والمساكين وتعميم الفرحة في يوم العيد لكل المسلمين والناس حتى لايبقى أحد يوم العيد محتاجًا إلى القوت والطعام. ولذلك قال رسول الله ﷺ «أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم»، وفي رواية «أغنوهم عن طواف هذا اليوم»، أي إغناء الفقير يوم العيد عن السؤال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى