الأخبارمجتمع

دراسة…الجسد الأنثوي في الثقافة العربيَّة ظلَّ محكوماً بالسياج الفقهي

الخط :
إستمع للمقال

يشهد الجسد الأنثوي بالمنطقة العربيَّة والمغاربيَّة، انتقالاً متسارعاً على مستوى استعمالاته، فبقدر ما كان الجسد الأنثوي حاضراً على مستوى الإبداع الأدبي، والفتاوى الفقهيَّة وكتب الجنس ومركزيّته في العبادات؛ بقدر ما ظلَّ هذا الجسد مغيَّباً على مستوى الحضور في المجال العام.

وأثبتت دراسة حديثة من إنجاز “مؤمنون بلا حدود”، أن الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة تسعى إلى حجب هذا التغييب للجسد الأنثوي، الأمر الذي يترجم خوف الإسلام على الرجال من سلطة الجاذبية الجنسية للنساء، مما جعل الجسد الأنثوي سجين النص الفقهي.

أما حرية التفكير في الجسد، فقد كانت تأخذ مساحة كبيرة في النص الأدبي، شعراً كان أم جنساً أدبياً آخر. إن حضور الجسد الأنثوي في الثقافة العربية الإسلامية، ظل محكوماً بالسياج الفقهي، الذي جعلت سلطته من الجسد الأنثوي مجرد أداة للإنتاج البيولوجي، مستنداً في ذلك على النص القرآني “نساؤكم حرث لكم”.

وتبين الدراسة نفسها، أن هذا التصور جعل الحديث عن الجسد الأنثوي، محصوراً في الجوانب الدينية والغيبية ثم في الوظائف البيولوجية والسلوكية والجنسية. أما فيما يتعلق بحضور الجسد في علم الاجتماع، فقد حظي باهتمام كبير، وعُدَّ من أهم المواضيع التي شغلت بال المؤسسين لعلم الاجتماع.

بحيث تمَّ التعاطي مع الجسد من طرف كلٍّ من كارل ماركس وماكس فيبر وإميل دوركايم، بالإضافة إلى باقي علماء الاجتماع، الذين ركّزوا على الجسد باعتباره موضوعاً للبحث، ممَّا جعله يأخذ مساحة مهمة في تناول القضايا المتعلقة بالصحة والمرض والموت واللغة والوعي.

لقد زادت الثورة التكنولوجية من حدة صناعة الجسد الأنثوي والمتاجرة فيه ليأخذ مسار المتعة، وفي هذا الإطار بات الجسد الأنثوي في سياق الثقافة العربية الإسلامية يعرف انتقالاً على مستوى استخداماته، حيث أصبح الاهتمام به واضحاً. كما بات يرسل خطابات المتعة بشكل واضح داخل الفضاء العام.

يأتي هذا البحث ليؤسس لمساهمة نظرية وميدانيَّة في حقل سوسيولوجيا الجسد الأنثوي، داخل منظومة الثقافة العربية الإسلامية، لذلك، تمت دراسة الموضوع من خلال فرضية أساسيَّة تتمثل في أنه كلما زاد الاهتمام بالجسد الأنثوي، تبين أن هناك مجموعة من التغيرات الكبيرة التي شملته، وفي هذا الصدد يشار إلى وجود انتقال ملموس على مستوى استخداماته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى