في سياق التقرير الذي نشرته مجلة ” تايمزهاير إيدوكيشن” البريطانية حول التعليم العالي في العالم، والذي صنف الجامعات المغربية في مراتب متدنية مقارنة مع الجامعات الإفريقية، أرجع الدكتور محمد اوزي المتخصص في علوم التربية فشل الجامعات المغربية إلى مجموعة من العوامل أهمها، تبني الجامعات المغربية النظام الفرنكفوني.
ويقول محمد اوزي” حسب تجربتي في الجامعات المشرقية والغربية، وجامعات البحر الأبيض المتوسط، فإن الجامعات التي تعتمد على النظام الأنجلو ساكسوني سواء التابعة للدولة أو الخاصة تتميز بجودة عالية للتعليم، نظرا لتوفرها على مراكز لتقويم أداء الأساتذة والبرامج البيداغوجية التي تتبناها الجامعات، خلافا للنظام الفرنكفوني الذي لا يعتمد في سياسته البيداغوجية عن مراكز التقويم، ويرجع اوزي تأخر الجامعات المغربية لتتبنيها للنظام الفرنكفوني.
واعتبر أوزي أن غياب مراكز الإرشاد الجامعي من العوامل المساهمة أيضا في تقهقر التعليم العالي، إذ أن “بوصلة التوجيه من أهم العناصر للمساهمة في نجاح الطلبة وفي منح جودة تربوية تحتلرم المعايير الدولية للتعليم، ففي المغرب يتخبط الطالب عند دخوله للجامعة في دوامة البحث عن الذات، وعن التوجه الذي سيمكنه من تفجير طاقاته”.
كما أكد أن “بناء مناهج تربوية هادفة ضرورة لا مناص منها للهروب من فخ التكرار، إذ أن جامعات المغرب اليوم لازالت تتخبط في برامج أكل الدهر عليها وشرب، وهي أنظمة لا تستجيب لحاجيات الدولة والطلبة”
ودعا أوزي إلى برامج تأخذ بعين الاعتبار إلى متطلبات الدولة والسياق المغربي، كما سلط الضوء فشل الإرادة السياسية للنهوض بالتعليم المغربي وبالجامعة كمنارة للعلم والمعرفة.