بعدما أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية؛ تقدمت الدولة الإسبانية خطوة أخرى أكبر في تعاطيها مع ملف الصحراء عبر إعلانها رسميا بجريدتها الرسمية، في إحدى منشوراتها، مدينة العيون- كبرى مدن الأقاليم الصحراوية- مدينة مغربية. إذ أظهر النص الذي أعادت نشره صحيفة “إل إنديبندينتي” الإسبانية، هذا الأسوع، مدينة العيون داخل تراب المغرب. وذلك في وثيقة تتعلق بصفقة عمومية لإنجاز أشغال تجديد المدرسة الإسبانية “السلام” الكائنة في هذه المدينة.
وتعليقا على ذلك؛ أكد رشيد لزرق، الخبير في القانون الدستوري ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، في تصريح لـ”برلمان.كوم“، أن “اعتراف إسبانيا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية هو اعتراف دولة وليس فقط اعتراف حكومة”.
كما أبرز لزرق أن “تأكيد الحكومة على موقفها الرسمي بشأن مغربية الصحراء، عبر صدور تصنيف مدينة العيون مغربية في الجريدة الرسمية الإسبانية، هو رسالة لبعض المهرولين والمشككين سواء من طرف القوى المعادية للوحدة الترابية أو من المحللين التبسطيين”.
ومن جهة أخرى؛ أكد الخبير السياسي أن “التابث في العلاقات الدولية هو كون الاعتراف هو قرار بالإرادة المنفردة للدولة، وهو قرار سيادي يتجاوز الحكومة لكونه نابع من الدولة العميقة في إسبانيا لا يتأثر بتعاقب الأحزاب على الحكومة”. معتبرا أن “ما يؤكد هذا هو كون الحكومة تضم في تشكيلتها أحزابا معادية للوحدة الترابية”.
وأضاف الخبير: “إسبانيا أعرف بكون الصراع مفتعل في أقاليمنا الجنوبية، كونها كانت هي الدولة الاستعمارية. وهذا الاعتراف هو خيار استراتيجي من طرف إسبانيا ويصب في حاجة المملكة الإسبانية إلى تعاون من طرف شريك موثوق على الصعيد الثنائي في القضايا الأمنية وإدارة الحدود بين البلدين”.