أعلنت القناة الثانية عن توقيع إدارتها لاتفاق مع وزارة الاتصال الصينية التابعة للحزب الشيوعي، متعلق بعرض مسلسل صيني مدبلج، تحت عنوان “حياة سعيدة”.
المسلسل الذي تم الإعلان عن اقتراب موعد بثه على القناة الثانية، هو امتداد لمسلسلات “الكيلو” التي تعددت ألوانها ولغاتها وأجناس ممثليها على مدى سنوات، منها ما هو مكسيكي، ومنها ما هو تركي أو مصري ، وهي مسلسلات فشلت في البلدان المنتجة لها ، لكنها شقت طريقها نحو القنوات المغربية، بسبب الاستخفاف المستمر بأذواق المغاربة والحط الدائم من ذكائهم ولم لا وعيهم.
مسلسلات لا تخرج مواضيعها عن تلك الأسطوانة المشروخة ، كالزواج والطلاق والخيانه والحب والتضحية والشر والمكائد، تتكرر وتتكرر بأسماء ومواقع مختلفة، لكن الحقيقة واحدة: أعمال رديئة بدون محتوى تثقيفي أو فني، هي فقط وجوه تمر على الشاشات بانفعالات وجمل وأحداث بالغة الرداءة، وقيم وأفكار دخيلة لا تمت لواقع المغاربة بصلة.
تتحلق النساء والصبية حول التلفاز لمتابعة منار تارة، وخلود تارة أخرى، وأحيانا لمتابعة ليزا أو إزميرالدا، أو سالومي، والآن ستكون بطلتنا “لي” أو “شين” أو “شو” أو أيا كان اسمها، المهم أن لها حتما “ضحايا”، نقصد متابعين.
هذا المسلسل أثار حيرة وانتباه عدد من المتابعين للشاشات المغربية، فلن يبث المسلسل الصيني على الشاشة المغربية وحسب، ولكنه سيعرض عليهم بالدارجة المصرية، كي تزداد هاته المسلسلات ابتعادا عن هوية المغربي وطريقة تفكيره. وذلك ، عكس “رغبة” سليم الشيخ رئيس القناة، الذي صرح عقب توقيعه لاتفاقيته تلك، بأن الهدف من إدخال هذه النوعية من المسلسلات للقناة، هو بناء جسور للتواصل بين البلدين.
ابتعاد تام عن الأعمال المغربية ذات الهوية والطابع المغربي والتصاق غير مفهوم بالأعمال الأجنبية، أعمال قادمة من بلدان جد بعيدة، ليس ذلك فحسب، بل اختيار أردئها وأسوئها، بحثا عن الأثمنة البخسة والصفقات “المربحة”، وتحويل المواطن ل “جسر” الربح اليسير.
في خبر ساخر آخر هذا الأسبوع، سمعنا جميعا عن طلاق المثيرة للجدل “لبنى أبيضار”. وقالت “الفنانة” التي لا تبتعد كثيرا عن الابتذال والسخافة هاته، إنها تتابع حاليا اجراءات طلاقها من زوجها البرازيلي بعد ارتباط دام ل 11 سنة، وذلك بسبب الاختلاف وغياب التفاهم. وها هو المشاهد المغربي المرتبط بالقناة الثانية لأزيد من 27 سنة في علاقة باهتة وفاشلة مع شاشته المقصرة في واجباتها الشرعية، فهل هناك انفصال أم استمرار في تجاهل الأزمة؟