اندهش المتابعون للشأن الوطني أمس الاثنين، من خلال عدد من الفيديوهات التي ملأها الوجه الحزين والذابل لـ”لأمين العام لحزب الاستقلال” حميد شباط، خلال تنفيذ المقرر القضائي الصادر لإفراغ مقر نقابة الحزب بالرباط، مستغربين معها لحجم أساليب التحايل و”التماوت” التي أبدع فيها شباط ومبايعوه حد الموت، لتسفيه ثوابت الدولة وتاريخ أخلاقيات السياسة والعمل النقابي بالمغرب.
مشاهد تنفيذ عناصر الأمن للمقرر القضائي صباح أمس بإفراغ مقر نقابة الإستقلال، والتي تذكر غير ما بعيد عن واقعة تنصيب شباط نفسه كاتبا أولا “غير شرعي” للنقابة في قاعة حفلات بحي الرياض الراقي بالرباط مؤخرا، بات يطرح اليوم تساؤلات حارقة حول وضعية السياسة والأحزاب السياسية ومعها العمل النقابي بالمغرب، وهل مثل التصرفات التي أمعنت فيها عائلة شباط فردا فردا أمس بمعاونة الموالين، شيء يشرف سمعة المغرب أمام العالم أم يمرغها في التراب؟
هذه الأساليب الشباطية التي ستصبح ومن اليوم وصمة عار على جبين تاريخ الزعماء السياسيين والنقابيين الذين شرفوا المغرب، يضع الجميع اليوم أمام المحك، ليسائلوا أنفسهم عن الغاية والهدف الذي يرمي له شباط ومجموعته من خلال هكذا تصرفات أقل ما توصف به بـ”البلطجية”؟ وهل يصل الحد بشخص أي كان موقعه ومنصبه ومصالحه المتضررة، حدود التماوت و”التبوحيط” الممنهج، للضرب في شرعية القضاء ومؤسساته والأمن وآلياته.
أغرب التعليقات التي كتبت على أحد فيديوهات “مجموعة شباط” صباح هذا اليوم، ما دونه أحدهم متسائلا “هل ما زال شباط بتصرفاته هاته، يصلح كمواطن للعيش في المغرب؟!”.. تساؤل وإن بدى غريبا كونه قد يفهم كدعوة غير قانونية لتجريد “شباط المواطن” من حقوقه الوطنية، إلا أنه يحرك شيئا من مسؤولية المسؤولين، لمراجعة الأوراق، وتحديد تبعات التهاون في مثل هكذا تصرفات، المفروض فيها أنها تصدر عن متزعم، حزب سياسي له قيمته التاريخية قبل مذلته الآنية.
قد يقرأ البعض في هذه السطور رائحة الوشاية والتحريض، لكن ما لا يفهمه ربما هؤلاء الهؤلاء، أن استمرار إطلاق يدي شباط “للإبداع” اليوم في أساليب البلطجة الدخيلة على المغرب والمغاربة، خصوصا من موقعه السياسي المعترف به رسميا، وتهاونه، وإذلاله للقضاء والأمن، ينبئان حقا بمستقبل أسود لطموحات هذا الرجل، وأهدافه التي يخفيها تحت وسادته، والتي يُظهر لنا قليلا منها فقط، كلما سنحت له الفرصة، إذ لا أقبح من سوء يصيب مجتمعا، في شخص اجتمع لديه نفوذ السلطة القديم، بـ7 ملايير اعترف بامتلاكه لها يوما، وجنون عظمة، وأشياء أخرى، لإشعال النار في الأخضر واليابس، بهيجان لم ولن يسمع به أحد من قبل ومن بعد.