اخبار المغربمجتمعمستجدات

حمضي: التوقيت الشتوي هو الأنسب لصحة المغاربة.. والخيار المعتمد حاليا “الأقل ملاءمة”

الخط :
إستمع للمقال

قدم الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح خاص لموقع “برلمان.كوم”، رؤية علمية دقيقة حول الخيارات المتاحة أمام المغرب بشأن التوقيت الرسمي المعتمد في البلاد، وبيّن أن المعايير الصحية، رغم أهميتها، لا تُؤخذ دائما بعين الاعتبار بالشكل الكافي، في ظل تداخل عوامل اقتصادية وتجارية وأمنية واجتماعية وطاقة وغيرها.

الدكتور حمضي استعرض خمسة سيناريوهات مطروحة لاعتماد التوقيت بالمغرب، مؤكدا أن الخيار الأمثل من وجهة نظر صحية بحتة هو اعتماد التوقيت الشتوي طيلة السنة دون تغيير، ويعود ذلك إلى توافقه التام مع الساعة البيولوجية للإنسان، حيث يُتيح التعرض المبكر لضوء الصباح، ما يساهم في ضبط الإيقاع الطبيعي للجسم وتحسين جودة النوم والأداء العام.

أما الخيار الثاني، فهو الاعتماد الدائم على التوقيت الصيفي، والذي يعتبره حمضي أقل ملاءمة مقارنة بالخيار الأول، نظرا لتأثيراته السلبية على النوم والصحة البيولوجية، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يضطر الناس للاستيقاظ قبل طلوع الشمس.

الخيار الثالث الذي يتمثل في تغيير الساعة مرتين في السنة (شتاء/ربيع)، يصنفه حمضي في مرتبة أدنى من حيث الانعكاسات الصحية، حيث يسبب اضطرابا في التكيف مع التوقيت الجديد، مما يؤدي إلى إرهاق وقلة التركيز واضطرابات النوم، خصوصا لدى الأطفال والمسنين والمراهقين والعاملين ليلا.

أما الخيار الرابع، وهو اعتماد التوقيت الصيفي مع تغيير الساعة مرتين بفاصل قصير (فترة رمضان)، فيعده حمضي “الأقل ملاءمة صحيا”، مشيرا إلى أن التغيير المتكرر في ظرف وجيز لا يمنح الجسم فرصة كافية للتكيف، ويؤثر سلبا على فئات واسعة من المواطنين.

وبحسب المتحدث، فإن الخيار الخامس المطبق حاليا في المغرب، والمتمثل في التوقيت الصيفي الدائم مع تعديلات مؤقتة في رمضان، يُعد الخيار الأسوأ من الناحية الصحية، متسائلا: “هل المعايير الأخرى فعلا أكثر وزنا من صحة المواطنين؟”.

ويختم الدكتور الطيب حمضي بالتذكير بأهم الخلاصات العلمية، أبرزها أن جسم الإنسان يتأقلم بصعوبة مع التغييرات المفاجئة في التوقيت، وأن الضوء الصباحي هو العامل الرئيسي لضبط ساعته البيولوجية.

كما حذر من التأثيرات المضاعفة لهذه التغييرات على الفئات الهشة، داعيا إلى فتح نقاش وطني جاد، تشارك فيه كل التخصصات، لتحديد التوقيت الأنسب بشكل شامل ومتوازن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى