اعتبر المحلل السياسي محمد جبرون، أن قرارات الملك محمد السادس التي اتخذها أمس الاثنين وقضت بإعفاء ما مجموعه 24 مسؤولا سياسيا، جزءا ومظهرا من مظاهر التمثل السليم لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأبرز المتحدث في تصريح خص به “برلمان.كوم“، أنه “ولأول مرة في التاريخ السياسي المغربي يقرر الملك أن يؤدي المسؤولون السامون فاتورة سوء تدبيرهم وتقصيرهم، بخلاف السابق الذي كان فيه المسؤولين يمارسون مسؤولياتهم دون أن يحاسبهم أحد، في ظل الغياب الواضح للحصيلة السياسية والمحاسبة المفترض طرحها خلال فترة الانتخابات، كوسيلة لتزكية أو تبخيس هذا الطرف السياسي أو ذاك”.
واوضح المتحدث أن “هذا الإعفاء يبين أن المسؤوليات العمومية كما هو متعارف على تعريفها، ليست بنزهة أو تشريف، أو تكريم، بل هي تكليف تعرض صاحبها للمحاسبة إذا لم يؤدها كما يجب” مشيرا إلى أن “المحاسبة يجب أن تتجاوز الإعفاء إلى السجن، كما يجب أن ترتبط أشكال العقوبات كذلك بطبيعة المخالفة، حيث يبقى الاعفاء في هذا السياق أضعف الايمان، إلا أنه إشارة إيجابية في اتجاه المستقبل”.
ويشار أن الملك محمد السادس كان قد أصدر أوامره بإعفاء أسماء وزراء وكتاب دولة ومسؤولين سامين وردت أسمائهم في التقرير المنجز حول تأخر مشاريع “الحسيمة منارة المتوسط”، ويتعلق الأمر بكل من محمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بصفته وزير الداخلية في الحكومة السابقة، محمد نبيل بنعبد الله، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بصفته وزير السكنى وسياسة المدينة في الحكومة السابق، الحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته وزيرا للصحة في الحكومة السابقة، العربي بن الشيخ، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف بالتكوين المهني، بصفته مديرا عاما لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل سابق، علي الفاسي الفهري، من مهامه كمدير عام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
أما بالنسبة للمسؤولين في الحكومة السابقة المعنيين كذلك بهذه الاختلالات، يضيف البلاغ فقد قرر الملك، تبليغهم عدم رضاه عنهم، لإخلالهم بالثقة التي وضعها فيهم، ولعدم تحملهم لمسؤولياتهم، مؤكدا أنه لن يتم إسناد أي مهمة رسمية لهم مستقبلا. ويتعلق الأمر بكل من :رشيد بلمختار، بصفته وزير التربية الوطنية والتكوين المهني سابقا لحسن حداد بصفته، وزير السياحة سابقا لحسن السكوري، بصفته وزير الشباب والرياضة سابقا محمد أمين الصبيحي، بصفته وزير الثقافة سابقا حكيمة الحيطي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلفة بالبيئة سابقا.