تفاصيل العشاء الأخير.. هكذا تخلت إيران وروسيا عن بشار الأسد؟
خلّف سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، عدة تساؤلات حول خلفياته وما دار في الكواليس، حيث أن هذا السقوط، جاء نتيجة سلسلة من التحولات الاستراتيجية التي أطاحت بدعمه الإقليمي والدولي.
ووفقا لما أورد موقع “العربية.نت”، البداية كانت مع إيران، التي قررت، عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، إنهاء دعمها العسكري له، معتبرة أن الأسد أصبح عبئاً على مصالحها، خاصة مع ارتفاع تكاليف الدعم، وهذا القرار جاء بعد إحباط إيراني طويل من سياساته، واستعدادها للانسحاب من المشهد السوري حفاظاً على مصالحها الإقليمية.
ومن جهتها، لعبت تركيا دورا محوريا في إسقاط نظام الأسد، بدعمها للفصائل المسلحة وتوفيرها معلومات استخباراتية دقيقة عبر طائرات مسيرة، تمكنت هذه الفصائل من التقدم نحو العاصمة دمشق.
ورغم نفي أنقرة تورطها المباشر، إلا أنها ضمنت ألا تنضم هذه الفصائل للقوات الكردية، ما يعكس حسابات معقدة تهدف لحماية أمنها القومي ومصالحها الإقليمية، بحسب ذات المصدر دائما.
أما روسيا، فوجدت نفسها غير قادرة على تقديم دعم كاف لنظام الأسد، خاصة بعد تورطها في حرب أوكرانيا التي استنزفت قوتها، وعلى الرغم من تعهداتها العلنية، عقدت موسكو صفقات لضمان سلامة قواعدها ومصالحها في سوريا.
ومع تقدم الفصائل المسلحة نحو دمشق، بدا أن روسيا قررت الابتعاد تدريجيا عن دعم الأسد، تفادياً لخسائر استراتيجية أكبر.
في النهاية، أصبح الأسد معزولا عن حلفائه الرئيسيين، ما عجّل بسقوطه، إيران وروسيا رأتا في دعمه عبئا، وتركيا ساعدت خصومه على تحقيق انتصارات ميدانية حاسمة.
وهكذا، تحول الرئيس السوري السابق من لاعب رئيسي في الصراع السوري إلى لاجئ سياسي يواجه مستقبلاً مجهولاً.