تشريعيات الجزائر: توقيف للحملة.. ابتزاز وإذلال للشعب.. ورواد يبدعون في الدعوة للمقاطعة
بات المشهد السياسي الجزائري مفتوحا على كل سيناريوهات المجهول، في ظل انتخابات تشريعية باردة يراهن عليها حكام الجزائر لترويض الشعب المطحون تحت آلة النظام القمعية بالترهيب والتجويع.
الانتخابات التشريعية في الجزائر والتي يرتقب اجراؤها يوم الخميس المقبل 4 ماي، عرفت حدثا غريبا اليوم تمثل في قرار داخلية البلاد إيقاف الحملة الترويجية للأحزاب، ثلاث أيام قبل موعدها، بسبب برود الحملة وغياب تفاعل فئات الشعب معها، وكذا بسبب الحملة المضادة التي قادتها في الميدان وأمام المواطنين فئتان رئيسيتان.
وهكذا توزع المنادون بمقاطعة التشريعيات في الجزائر، على أحزاب قررت المقاطعة ونشر فكرتها حول نجاعتها في ترويض نظام الحكم المستبد، وفئة أخرى مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي أبدعت في صناعة وصلات فيديو تتراوح بين الكوميدي والتراجيدي في فضح ترهات نظام بوتفليقة والدعوة لمقاطعة تشريعياته.
ويقاطع هذه الانتخابات حزبا طلائع الحريات لرئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس ، وحزب “جيل جديد” لسفيان جيلالي، وكلاهما يعتبر ان “الانتخابات التشريعية القادمة لن تحمل أي تغيير”.
من جهة أخرى أطلق عدد من رواد النت الجزائرين مجموعة من المقاطع الإبداعية المصورة التي تدعو فئات الشعب الجزائري لمعاقبة النظام في البلاد من خلال الامتناع عن التصويت، فبشعار “مانسوطيش” أطلق “اليوتوبر” DZJOKER مقطع فيديو تجاوز مليوني مشاهدة، يسرد معاناة فئات الشعب ولماذا يجب على هذه الفئات مقاطعة الانتخابات التي لن تغير شيئا في واقع الهجرة السرية والصحة والتعليم والمهن الحرة وواقع التشريد وغير ذلك.
نفس الاتجاه في كشف واقع البلاد المزري اخذه اليوتوبر الجزائري الشهير كمال لبيض، في فيديوهات مركبة حملت شعار “لا تكن شياتا” بما معناه لا تكن متملقا لنظام بوتفليقة ورجالاته، حيث قام في الفيديو الذي قارب عتبة المائة ألف مشاهدة، بتركيب وجوه رجالات بوتفليقة سلال، أويحيى، ولد عباس، سعداني، وبعض وجوه الإسلاميين، وهم يتراكضون وراء سيارة تقل بوتفليقة الذي أصبح يعيش بالصعقات الكهربائية، بغية التمسح به، قبل أن يلج “مزرعة بوتف وأهله” ويترك المتملقين يتمسحون بجدران مزرعته، في رسالة قوية تنتقد تيار المتملقين في الجزائر.
واقع سياسي متأزم إذن تعيشه اليوم الجزائر قبيل انتخابات تشريعية فارغة من المعنى، يرجح أن تؤول نتائجها كما كل مرة لحزب بوتفليقة “جبهة التحرير الوطني”، وسط أسلوب متعالي من حكام الجزائر على الشعب لإرغامه وإذلاله، بأساليب كان آخرها ترهات رئيس الوزراء عبد المالك سلال خلال تجمعات انتخابية له في أرجاء البلاد، حين “حذر” من مغبة مقاطعة الانتخابات، معتبرا أن ذلك “لن يحل الازمة الاقتصادية”، ومخاطبا إياهم بقول غريب “لا توجد اموال (…) وعلى الجزائريين الصبر”، بحسب ما نقلت صحف محلية السبت.
وكانت الحكومة الجزائرية قد حاولت ابتزاز الشعب الجزائري المغلوب على أمره بحملة واسعة للدعوة إلى التصويت تحت شعار “سمع صوتك” من أجل “الحفاظ على أمن واستقرار البلاد”، كما طلبت من الائمة في المساجد حث المصلين على المشاركة القوية في الانتخابات.