الأخباربيئة وعلوممستجدات

تربية الأجداد للأحفاد.. مزايا وتحديات

الخط :
إستمع للمقال

ينخرط الكثير من الأجداد في تربية أحفادهم، وأظهرت دراسات عديدة الدور الإيجابي الذي يلعبه الأجداد في حياة أحفادهم.

ووفق دراسة حديثة لجامعة واشنطن، فالروابط القوية بين الجد والحفيد تجعل كلاهما أكثر سعادة. ومع ذلك، فإن هذه الصورة المثالية قد تتخللها بعض التحديات، حيث يختلف الأجداد مع أبنائهم حول طرق تربية الأحفاد، خاصة أن معايير التربية قد تغيرت اليوم مقارنة بالماضي.

ودفع هذا الوضع في السويد الحكومة إلى سن قانون جديد يسمح للأجداد بطلب إجازة أبوية مدفوعة الأجر لرعاية أحفادهم لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وهو القانون الذي يثير مجموعة من التساؤلات حول قدرة الأجداد على رعاية الأطفال في ظل اعتماد الآباء على التكنولوجيا ونصائح الخبراء على وسائل التواصل الاجتماعي.

في السابق، كانت هناك ثقة مطلقة بين الأهل والأجداد، لكن اليوم، يقدم الأهل توصيات وتعليمات للأجداد عند رعاية الأحفاد، مما يؤدي إلى فقدان الأجداد لعفويتهم ويخلق بعض المسافة العاطفية بينهم وبين أحفادهم.

وتشير الدراسات إلى أن تقديم الأبناء تعليمات مفصلة للأجداد حول كيفية التعامل مع الأحفاد قد يسبب الاستياء، إذ يشعر الأجداد بأنهم قادرون على تقديم الرعاية بناء على خبرتهم السابقة. ومع ذلك، يقضي الأجداد وقتا ممتعا مع أحفادهم، مما يضفي البهجة على حياتهم ويشعرهم بالرضا والسعادة.

وتشير الخبيرة النفسية، كارين إيليا، إلى تغير مفهوم التربية والعلاقات العائلية بشكل ملحوظ، مما أثر على دور الأجداد في رعاية أحفادهم، مؤكدة أن الجيل الجديد من الأجداد غالبا ما تمنعهم ظروف العمل، من التفرغ بالكامل لرعاية الأحفاد.

العلاقة بين الأجداد والأحفاد تختلف من بلد إلى آخر. ففي المجتمعات الشرقية، تعتبر العلاقات العاطفية هي المحرك الأساسي للأجداد، ويشعر الأجداد بالحاجة للتضحية من أجل أحفادهم، بينما تختلف الديناميكيات الأسرية في المجتمعات الغربية.

الأحفاد اليوم مدمنون على التكنولوجيا، مما يؤثر على الديناميكية الشخصية بينهم وبين أجدادهم، حيث يجد الأجداد صعوبة في التأثير على أحفادهم بسبب إدمانهم على الهواتف المحمولة، ومع ذلك، فإن العلاقة بين الأجداد والأحفاد تظل قوية وتساهم في تعزيز المناعة النفسية للطرفين.

وكشفت الدراسة أنه عند رعاية الأجداد لأحفادهم، يظهر نضجهم وحكمتهم نتيجة لتجربتهم السابقة في تربية أبنائهم، حيث أصبحوا أكثر تسامحا ومرونة مقارنة بفترة ممارستهم للأبوة والأمومة.

ويتجلى دور الأجداد في تربية الأحفاد في خلق علاقة فريدة وقوية تتجاوز حتى تلك التي تجمع الآباء بأبنائهم، حيث تسهم هذه العلاقة بقوة في تعزيز المناعة النفسية للأجداد والأحفاد معا، وقد تمنع تطور اضطرابات نفسية قد تنشأ نتيجة المشاكل الأسرية داخل المنزل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى