تارودانت.. المتصرفون التربويون يصعّدون احتجاجاتهم ويطالبون بإنصافهم المهني وتحسين ظروف عملهم

في ظل ما وصفه بـ”تجاهل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لملفهم المطلبي العادل والمشروع”، عبّر التنسيق النقابي للمتصرفين التربويين بإقليم تارودانت عن استيائه من الأوضاع التي تعيشها هذه الفئة داخل المنظومة التربوية، وقرر تعليق كافة العمليات المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح، مع الدعوة إلى خطوات تصعيدية جديدة.
وأشار التنسيق النقابي، في بيان صادر بتاريخ 13 أبريل 2025، إلى أن المكاتب الإقليمية المكوّنة له رصدت خلال اجتماعها الأخير حالة تذمر حقيقي واحتقان متزايد في صفوف المتصرفين التربويين، نتيجة تراكم المهام وتعددها، وغياب التحفيز والاعتراف المهني، إضافة إلى التملص من الحماية القانونية وتقزيم دورهم داخل المؤسسات التعليمية، محمّلا الوزارة الوصية مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع، ومطالبا إياها بالإنصات لصوت هذه الفئة قبل فوات الأوان، وبالاعتماد على الحوار البناء بدل الإملاءات الفوقية.
وعبّر التنسيق عن تقديره للأدوار الاستراتيجية للمتصرف التربوي، مندّدا بالاعتداءات التي يتعرض لها بعضهم أثناء أداء المهام، وباستمرار تهميش الملف المطلبي لهذه الفئة مقابل إثقال كاهلها بمهام إضافية خارج اختصاصها. كما استنكر محاولات النيل من القيمة الاعتبارية للمتصرف التربوي، محذرا من التصعيد في ظل غياب تجاوب فعلي من الوزارة، ومجددا تضامنه مع كافة المتصرفات والمتصرفين المتضررين من هذه الوضعية.
ويطالب التنسيق النقابي، من بين أمور أخرى، بإقرار نظام أساسي خاص بالمتصرفين التربويين، والرفع من التعويضات، وإحداث درجة جديدة للترقي، ومعادلة دبلوم التكوين الإداري بشهادة الماستر، إضافة إلى تسوية الوضعيات الإدارية والمالية للعديد من الفئات، وتحسين ظروف العمل والاعتراف بالأعباء الإدارية الموكلة للمتصرفين. كما دعا إلى مراجعة التعويض عن السكن والتنقل، وإحداث تعويضات جديدة مرتبطة بالأعباء الخاصة بمؤسسات الريادة والامتحانات الإشهادية، مع تعزيز الموارد البشرية بالمؤسسات التعليمية.
محليا، طالب التنسيق بتحسين ظروف الاستقبال، وصرف المستحقات المتأخرة، والرفع من قيمة التعويضات الجزافية، وتجهيز المؤسسات بوسائل النظافة والتغذية، وتوفير الأمن وظروف العمل، وإعادة فتح مكاتب الضبط بعدد من الجماعات.
وفي سياق خطواته التصعيدية، أعلن التنسيق عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المديرية الإقليمية يوم الخميس 17 أبريل 2025، داعيا إلى مواصلة تعليق كافة العمليات المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح، ومقاطعة الاجتماعات والتكوينات المتعلقة بمشروع المؤسسة المندمج، والتأهب الجماعي لتقديم استقالات جماعية من الجمعية.
وختم التنسيق بيانه بالتشديد على أن مطالب المتصرفين التربويين ليست محل أي تنازل أو تأجيل، معتبرا أن انتزاع الحقوق خيار لا يقبل المساومة، داعيا عموم المتصرفات والمتصرفين إلى رص الصفوف والانخراط الجاد والمسؤول في الخطوات النضالية دفاعا عن إطارهم المهني، تحت شعار: “وما لا يأتي بالنضال، يأتي بمزيد من النضال”.