الجميع تابع مؤخرا فضيحة تسريبات التسجيلات الصوتية للمدعو ادريس فرحان، صاحب موقع “الشروق نيوز 24″، المعتقل حاليا بإيطاليا والمدان سابقا من طرف القضاء الإيطالي بالابتزاز والتشهير.
تلك التسجيلات التي فضحت تورطه في ابتزاز الفنانة المغربية لطيفة رأفت وعرت حقيقته كمحترف في النصب والابتزاز والتشهير، حيث حاول مساومة الفنانة المذكورة من خلال إحدى المكالمات الهاتفية التي نسمع فيها ادريس فرحان يقدم عرضا لأحد الأشخاص بأن يتوقف عن تكرار إقحام اسم لطيفة رأفت في أحد الملفات المعروضة أمام القضاء، مقابل تلقي أموال وإلا سيستمر في التنكيل بسمعتها.
لكن المفاجأة التي حملتها تلك التسريبات هي اعتراف ادريس فرحان بتواصله بشكل مستمر مع علي المرابط، بل والتنسيق معه بشكل متواتر وسري، حيث قال بالحرف في أحد التسجيلات المسربة: “فيديو المرابط لم يصل لـ 120 ألف مشاهدة حتى تكلم عني”، مردفا بالقول: “أتواصل مع المرابط وننسق مع بعضنا هههه “.
هذه التسريبات ليست فضيحة مدوية بكل المقاييس ضد فرحان وحده، بل أيضا ضد علي المرابط لأنها عرت حقيقة تواطؤ الأخير مع فرحان، رغم علمه المسبق بأنه من ذوي السوابق القضائية في قضايا الابتزاز والنصب والاحتيال أمام العدالة الإيطالية.
لكن أمام خطورة هذه الفضيحة، وعوض أن يخرج لتوضيح حقيقة علاقته وطبيعة تواطئه مع ادريس فرحان في الابتزاز والتآمر على مؤسسات المغرب، فضل علي المرابط نهج سياسة الهروب إلى الأمام… ويا ليته فلح فيها.
فعلي المرابط في محاولة يائسة للتغطية على فضيحة تسجيلات ادريس فرحان، وقع في فضيحة أكبر وأخطر وهي الاعتراف بتواطئه في الحملات المعادية التي استهدفت حياة الأميرة سلمى والتي شككت على مدار سنوات في كونها على قيد الحياة.
في آخر فيديو نشره على قناته في “اليوتيوب”، بتاريخ 17 يوليوز 2024، قال علي المرابط أنه “كان دائما على علم بأن الأميرة سلمى على قيد الحياة وأنها كانت تعيش بفيلا في مدينة سلا”، في الوقت الذي كانت عدة أطراف معادية، وعلى رأسها النظام الجزائري، تشن، عبر أبواقها وعملائها وغلمانها في اليوتيوب، حملات مسعورة مغرضة تروج لمقتل مزعوم لوالدة ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
والسؤال البديهي والمُلحّ هنا هو: لماذا لم يخرج علي المرابط طيلة هذه السنوات السابقة، ليؤكد بأن الأميرة سلمى على قيد الحياة ؟؟ أليس هو من يقول عن نفسه صحافيا مهنيا مستقلا واستقصائيا لا يشق له غبار؟؟ أليس هو من يقول أنه صاحب السكوبات والأخبار الصحيحة التي لا يملكها أحد غيره ؟؟ أليس هو من يقول أنه ليس معارضا ولا يمارس السياسة وإنما يمارس الصحافة وأنه مستعد لنشر أي خبر حتى ولو كان يخدم النظام في المغرب، شريطة أن يكون صحيحا؟؟
فلماذا اختار علي المرابط إذن التزام الصمت رغم تأكيده بأنه كان على اطلاع على ما كانت تروجه الأبواق الإعلامية التابعة للنظام الجزائري ومعها بعض اليوتوبرز في الخارج من إشاعات كاذبة حول مقتلها المزعوم ورغم علمه بأن الأميرة على قيد الحياة ؟؟
إنّ تستر علي المرابط على زيف ما كانت تتضمنه تلك الحملات رغم علمه المسبق بأن الأميرة سلمى على قيد الحياة، هو ببساطة تواطؤ صريح منه مع الجهات الواقفة وراء تلك الحملات.
ولأنّ الظهور الأخير للأمير سلمى في اليونان رفقة ولي العهد مولاي الحسن والأميرة للا خديجة، والذي بالمناسبة لم يكن الأول من نوعه ولا الثاني ولا الثالث ولا العاشر منذ 2017، عرّى أكثر من أي مرة سابقة، زيف الحملات المسعورة التي استهدفت حياتها.. لهذا السبب، قرر علي المرابط بدوره على غرار “خونة الخارج” ممن كانوا يشككون في كون الأميرة سلمى على قيد الحياة، أن يتبرأ بشكل غير مباشر من تلك الإشاعات، من خلال محاولة، خبيثة لكنها فاشلة، هدفها تحوير النقاش حول زيف إشاعة مقتل الأميرة وسقوط ورقة التوت على غلمانه أشباه المعارضين ممن كانوا مشاركين في تلك الحملة الكاذبة إلى النقاش حول مكان وظروف إقامتها في المغرب.
لذلك، قام علي المرابط في البداية بالترويج لادعاء مفاده أن ولي العهد الأمير مولاي الحسن لا يعيش بالقصر الملكي بالرباط، وإنما يعيش مع والدته بمدينة سلا، ثم اتهم بعدها وبكثير من الغباء، القصر الملكي بأنه لا يريد للناس أن يعرفوا ذلك.
قلت بكثير من الغباء، لأن المرابط بنى خرافته هذه على مقال للصحفي Thierry Oberlé في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية يعود تاريخ نشره إلى 10 أبريل 2023، جاء في إحدى فقراته أن “ولي العهد يعيش مع والدته الأميرة سلمى”، قبل أن يقوم بتعديلها يوم 11 أبريل 2023 بحذف هذه العبارة..و تعويضها ب “ولي العهد الحسن الثالث هو ابن الأميرة سلمى” وهو الأمر الذي استغله المرابط وادعى من خلاله أن قيام هذا الصحفي بتعديل تلك الفقرة جاء بتعليمات من القصر.
لكن علي المرابط، وباعتباره ذو سوابق عديدة في الكذب والتدليس والتلفيق، ولأنّ الكذاب بطبعه ينسى ما يقوله، فقد وقع صديقنا “الصوحافي” في تناقض خطير لا يكشف فقط كذبه وإنما يكشف خصوصا تواطؤه في الحملات المسعورة التي كانت تسعى إلى التشكيك في كون الأميرة سلمى على قيد الحياة.
المرابط في خرجته الأخيرة ادعى بأنه كان قد تواصل مع الصحفي Thierry Oberlé بعد نشره لذلك المقال، أي في أبريل 2023، لاستفساره حول سبب تعديل تلك الفقرة وأن الصحفي أجابه بأن الأمر لا يعدو كونه خطأ…. قبل أن يتهمه في نفس الفيديو بأن الأمر لم يكن خطأ بل تعليمات من القصر.
لكن المرابط نسي أنه في فيديو له على قناته في “اليوتيوب” بتاريخ 19 أبريل 2023، أي بعد 9 أيام من نشره مقال Thierry Oberlé وبعد 8 أيام من تعديله، كان قد أعلن أنه سيخصص فيديو ليكشف فيه أين تعيش الأميرة سلمى استنادا لما جاء في ذلك المقال… دون أن يتحدث في ذلك الفيديو لا عن التعديل الذي طرأ على المقال ولا عن تواصله مع كاتب المقال ودون أن يتهم هذا الأخير بأنه تلقى تعليمات مزعومة من القصر بتعديله، مع الإشارة إلى أن المرابط تراجع بعد ذلك عن فكرة الفيديو الذي قال أنه سيخصصه للأميرة سلمى.
فإذا كان القصر الملكي -كما يزعم علي المرابط- فعلا هو من وراء تعديل مقال “لوفيغارو”، فلماذا لم يتحدث المرابط عن الموضوع في نفس الفيديو الذي أشار فيه إلى ذلك المقال في فيديو 19 أبريل 2023 ؟؟ مع العلم أن الفيديو جاء بعد 8 أيام من تعديله، أي أن المرابط كان على علم به وكان قد تواصل مع الصحفي. فلماذا انتظر المرابط مرور سنة بأكملها، بل أزيد من سنة، ليتهم Thierry Oberlé بأنه قام بتعديل مقاله بتعليمات مزعومة من القصر؟؟
الحقيقة يا سادة هي أن الجهات المعادية للمغرب التي كانت تشن حملة للتشكيك في كون الأميرة سلمى قيد الحياة هي التي قامت (بشكل أو بآخر) بالتدخل لتعديل مقال Thierry Oberlé ، لأن الفقرة التي زعم فيها أن ولي العهد يعيش مع والدته، كانت تقر بشكل ضمني بأن الأميرة سلمى على قيد الحياة وهو الأمر الذي أثار حفيظة من كانوا يروجون للعكس.
وهي نفس الجهات التي منعت المرابط من تخصيص فيديو للحديث عن الأميرة سلمى عندما أعلن عن ذلك في 19 أبريل 2023… لكن بعد ظهورها الأخير، لم يعد مجال لمواصلة الكذب والترويج لخرافات مقتلها المزعوم… لذلك أُعطي الإذن من جديد لعلي المرابط (بعد أزيد من سنة) للحديث مرة عن الأميرة سلمى… لكن وكما قلت سابقا بشرط تحوير النقاش، من الحديث عن الإشاعة الكاذبة التي استهدفت حياة والدة ولي العهد والجهات المعادية الواقفة وراءها وحتى الخونة الذين شاركوا فيها، إلى اتهام القصر بخرافات لا أساس لها من الصحة.
إن علي المرابط بخرجته هذه، لم يؤكد فقط على نهجه المتعمد والمنظم لشتى أساليب الكذب والتدليس والتلفيق… بل أكد اليوم وأكثر من أي وقت مضى، على أنه متآمر بامتياز ليس على الوطن ومؤسساته وحسب، بل على العائلة الملكية نفسها.