اخبار المغربمجتمعمستجدات

بوبكر سبيك يُحذر من خطر “تجنيد الأطفال القاصرين” ويتحدث عن دور العلماء في محاربة التطرف

الخط :
إستمع للمقال

ألقى بوبكر سبيك، المراقب العام للأمن الوطني والناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، خلال لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى برئاسة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمس الأحد بالعاصمة الرباط، كلمة تناول فيها دور العلماء في مكافحة التطرف والإرهاب، كما أبرز أن الفكر المتطرف لا يُواجه إلا بالفكر السليم، وأن تصحيح مظاهر الغلو والتعصب يتحقق من خلال نشر تعاليم الدين الصحيحة التي تدعو إلى التسامح والاعتدال.

وفي هذا السياق، قال سبيك “لا يماري أحد في الدور الكبير الذي ينهض به العلماء في مكافحة التطرف، وتحصين الشباب ضد محاولات الاستقطاب والتجنيد التي تنهجها الجماعات الإرهابية من أجل توسيع بنياتها التنظيمية، ومضاعفة أتباعها “المنذورين للموت” الذين ينشطون في إطار ما يسمى “بالجبهات الجهادية”، مُضيفا أن “هذا الجزم، نابع من أن الفكر الضال لا يواجه إلا بالفكر القويم، وأن تصحيح مظاهر الغلو والتعصب لا يكون إلا ببسط تعاليم الدين الصحيحة التي تحضّ على التسامح والاعتدال والوسطية”.

وأضاف ذات المتحدث أن “الحاجة لمساهمة العلماء أصبحت ملحة وضرورية، بسبب المخاطر المستجدة التي تحدق بالمجتمع والأسرة المغربية. فقد رصدت مصالح الأمن تنامي “الاستقطاب الأسري”، وهو عندما يستغل الزوج أو الأب أو الشقيق الأكبر سلطته المعنوية لتجنيد واستقطاب محيطه الأسري، مثلما حدث في خلية الأشقاء الثلاثة بمنطقة حد السوالم، أو بالنسبة للخلية النسائية، أو ما يسمى بخلية “الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي”.

وأشار المسؤول الأمني إلى “خطر تجنيد الأطفال القاصرين، مثلما حدث بحر هذا الأسبوع في خلية “طوليدو” التي تم تفكيكها من طرف السلطات الإسبانية بتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وحالة القاصر المغربي البالغ من العمر 14 سنة، والذي تم توقيفه خلال الأسبوع الماضي بعدما أبدى قابلية كبيرة لارتكاب أعمال إرهابية بمجرد تلقيه لتجنيد سيبراني بسيط”.

وقال “كأمثلة على مساهمة العلماء في مكافحة التطرف والاستقطاب، يكفي أن نستشهد بأن ورش إعادة هيكلة الحقل الديني، لاسيما ما تعلق منه بالركن المؤسسي المرتبط بتقنين أماكن العبادات، ومأسسة الفتوى، كان له دور كبير في تجفيف منابع الاستقطاب المباشر، مما دفع بالتنظيمات الإرهابية للبحث عن بدائل جديدة مثل التطرف السريع انطلاقا من الشبكات التواصلية”.

وقال: “فقبل سنة 2004، كانت التنظيمات الإرهابية تراهن على قاعات الصلاة غير المهيكلة، وعلى تجمعات “الدعوة”، كفضاء للاستقطاب وفق الأسلوب الكلاسيكي، أي متابعة الأشخاص المستهدفين، ممن تظهر عليهم ميولات متطرفة، ودعوتهم لجلسات التلقين والتأطير العقدي، والتدريب على “الأَمنيات”، وهي التدابير الاحترازية للتخلص من المتابعات الأمنية”.

ووضَّح بوكر سبيك المراحل التي يمر منها الاستقطاب، وهو الذي يمر “عبر أربع مراحل، وهي مرحلة “التصفية”، وتتمثل في اختيار التابع الذي تظهر عليه علامات التطرف، ومرحلة “التربية” التي يتم فيها تلقين الشخص المستقطب المرتكزات النظرية للفكر المتطرف، ثم مرحلة “الإعداد”، وتشمل الإعداد المادي الذي يتحقق بتوفير العدة والعتاد، والإعداد النفسي الذي يتمثل في التأهيل الذهني لتقبل الأفكار “المتطرفة”. وأخيرا تأتي مرحلة “الجهاد”، أي الجاهزية للقيام بالاقتحام أو الغزوة”.

وأشار إلى أنه “ابتداءً من سنة 2004، سوف يتم تقويض هذا الاستقطاب المباشر بفضل التدابير الإصلاحية التي جاء بها ورش إعادة هيكلة الحقل الديني، مما دفع بالتنظيمات الإرهابية للبحث عن آليات جديدة للاستقطاب المعلوماتي. والذي تصدت له المصالح الأمنية، حيث تم توقيف أكثر من 600 متطرف من رواد المنصات التواصلية، ممن كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية وفق أسلوب “الذئاب المنفردة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى