اعتبر ادريس بنيعقوب، الباحث في العلوم السياسية، أن”الدولة لا يمكن لها أن تراهن عل حزب التجمع الوطني للأحرار بشكل قوي في المرحلة الراهنة، ومن يعتقد عكس ذلك فهو غير ملم بآليات اشتغال عقل النظام السياسي المغربي”، وذلك في خضم الحراك الذي تشهده الساحة السياسية المغربية ومن خلاله عدد من الأحزاب، والذي انطلق بتغيير قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار من الرئيس السابق صلاح الدين مزوار، إلى وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، وما تلا ذلك من “بلوكاج حكومي” خيم على عملية تشكيل ثاني حكومة في ظل دستور 2011.
وشدد ادريس بنيعقوب في تصريح أفاده لـ “برلمان.كوم“، على أنه “يمكن أن تحدد مهام ظرفية للتجمع الوطني للأحرار، ويمكنه أن ينجح فيها بشكل مؤقت كرقم مثلا في تشكيل حكومة ما، أو أغلبية معينة أو التأثير داخل المؤسسات الدستورية، لكن لا يمكنه أن يلعب دورا طويل الأمد داخل بنيات المجتمع خصوصا في الجوانب الثقافية والحقوقية، معتبرا أنه ببساطة لايتوفر بعد على نموذج المناضل المتوغل في الأنسجة الاجتماعية وليست له رؤية نظرية وفكرية لمقارعة باقي التيارات خصوصا اليسارية والإسلامية واحتفاظه الى الان بنموذج أقرب منه لنادي المصالح إلى نموذج حزب مناضل بقوة في المجتمع ومايزال في طور التنظيم الترابي الذي سيأخذ وقتا طويلا اذا توفرت الارادة لذلك.
واعتبر ذات الباحث في العلوم السياسية، أن الرهان على حزب “الحمامة” يتم من خلال الاشتغال داخل بناءات الدولة والسلطة السياسية لكن لا يمكن الاعتماد عليه في اختراق المجتمع وثقافاته المتعددة فلم يسبق، يضيف دات المتحدث “مثلا أن لاحظنا أي احتجاج لاعضائه على اي قرار او انبثاقاتها بل يمارس دائما خطابا متطابقا مع الدولة “، مشددا على أن الطريق أمامه مازال طويلا ليرقى لمرتبة الأحزاب المتوغلة في المجتمع.
وأفاد المتحدث نفسه لموقع “برلمان.كوم”، أن الاعتماد سيكون على حزب الاستقلال مستقبلا لكونه حزب يملك إطار مناضلة قوية لها قدرة على المحاججة والترافع من أجل قضايا المجتمع خصوصا النقابية الحقوقية الثقافية، والتي تعد مصدرا جديدا للتوتر الداخلي، وكذلك الدولي فاهم الصراعات الحالية هي صراعات ثقافية ذات أصول فكرية متعددة بما فيه العامل الديني، وإن كانت تبدو بمظاهر مختلفة اقتصادية أحيانا وأحيانا أخرى اجتماعية في شكل احتجاجات وغيرها.
وأشار ادريس بنيعقوب، الباحث في العلوم السياسية، إلى ان حزب التجمع الوطني للأحرار ملأ الفراغ داخل المشهد الحزبي طيلة المدة الماضية منذ الانتخابات البرلمانية للسابع من أكتوبر في انتظار ما ستسفر عنه باقي مؤتمرات الأحزاب المختلفة مع البيجيدي، وعلى رأسها حزب الاستقلال ذو المرجعية المحافظة والتاريخ الوطني والنضالي والمتواجد على المستوى الترابي بشكل مهيكل هيكلة صارمة منذ الاستقلال.