في رسالة وجهها إلى المشاركين في اجتماع محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد في الدول العربية ، التي بدأت أشغالها اليوم الخميس بالرباط ، أكد الملك محمد السادس أن الاقتصاد المغربي أبان عن قدرة واضحة على الصمود بالرغم من الظرفية الدولية الصعبة .
وقال الملك في هذه الرسالة ، التي تلاها عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، إنه “بالرغم من الظرفية الدولية الصعبة على العموم، أبان الاقتصاد المغربي عن قدرة واضحة على الصمود، وذلك بفضل الأوراش الكبرى”، التي أطلقتها المملكة منذ بداية هذا القرن، وكذا المجهودات التي ما فتئ المغرب يبذلها “من أجل صيانة المكتسبات وتحقيق المزيد من المنجزات”.
وفي هذا السياق أشارت الرسالة الملكية إلى الاصلاحات التي باشرها المغرب خلال السنوات الأخيرة والتي همت على الخصوص الإطار المؤسساتي، إضافـة إلى ميادين أخرى كنظام التربية والتكوين ومنظومة العدالة والجهوية المتقدمة ومناخ الأعمال، فضلا عن إصلاح نظام دعم أسعار الاستهلاك، “وهو ما مكن من تصحيح وضعية المالية العمومية وتوفير حيز مالي للاستثمار الاقتصادي وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية لفائدة الفئات الأكثر هشاشة”.
كما تطرقت الرسالة الملكية إلى الجهود المبذولة من أجل تحديث النظام المالي الوطني وتعميقه، لجعل السياسة النقدية للمملكة تتماشى مع أفضل الممارسات المعمول بها دوليا.
واشار أيضا إلى ملاءمة منظومة الرقابة المصرفية مع المعايير الدولية ومواكبة التوسع الخارجي للبنوك المغربية المتواجدة حاليا في 30 بلدا أجنبيا، مبرزا أنه بفضل كل هذه الجهود، تمكن النظام المالي الوطني من تحقيق نتائج إيجابية في التقييم المشترك الذي أنجزه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في أبريل 2015، والذي أكد بشكل خاص على تماسك النظام البنكي المغربي.
من جهة أخرى ، أكد الملك أن هذه الإصلاحات إضافة إلى ما تنعم به المملكة من استقرار سياسي وأمني، مكن المغرب من تعزيز مكانته لدى شركائها الدوليين ووكالات التصنيف والمستثمرين الأجانب.
وسجل الملك أن ما حققه المغرب من منجزات هامة يبعث على الاطمئنان فيما يتعلق بالخيارات المعتمدة على مستوى سياسته الخارجية ودعم توجهه في مواصلة سياسة الانفتاح على منطقته وعلى العالم،مشيرا الى ان عدد البلدان التي تربط المملكة باتفاقيات للتبادل الحر بلغ 56 بلدا وعلى رأسها العديد من البلدان العربية .
