الأخبارسياسة

الملك : المغرب من بين أولى دول الجنوب التي اعتمدت سياسة حقيقية في مجال الهجرة

الخط :
إستمع للمقال

أكد الملك محمد السادس أن التزام المغرب تجاه إخوانه الأفارقة لا يقتصر فقط على المشاريع التنموية، التي يعمل على إنجازها بالدول الإفريقية، وإنما يشمل أيضا المهاجرين الأفارقة بالمغرب.

وقال الملك، في الخطاب الذي وجهه مساء اليوم السبت ، إلى الشعب المغربي بمناسبة ذكرة 20 غشت، إن “الاهتمام الذي نعطيه لتحسين ظروف (المواطن الإفريقي) في وطنه، هو نفسه الذي يحظى به المهاجرون الأفارقة في المغرب، خلافا لما يعانونه في العديد من مناطق العالم”.

فقد اعتمد المغرب، بإرادته السيادية الخالصة، مقاربة إنسانية مندمجة لفائدة المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، تصون حقوقهم، وتحفظ كرامتهم.

ويوضح الملك في هذا الصدد أنه، “تفعيلا لهذه السياسة، قامت بلادنا دون تكبر أو استعلاء، ودون تحقير أو تمييز، بتسوية وضعية المهاجرين، وفق معايير معقولة ومنصفة، وتوفير الظروف الملائمة لهم للإقامة والعمل، والعيش الكريم داخل المجتمع”.

فالمغرب أطلق مبادرة غير مسبوقة، دون تحقير أو استعلاء، لتسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الأفارقة، وفق معايير مضبوطة، تراعي ظروفهم الإنسانية، وتتيح لهم فرص العيش بكل كرامة، داخل المجتمع المغربي.

وبعد أن أشار إلى ما يحظى به المهاجرون الأفارقة تعاطف من طرف المغاربة ، أوضح أنهم مع ذلك يواجهون بعض الصعوبات، وإن كانت مشاكل عادية كالتي تواجه المغاربة جميعا في حياتهم العادية، علما أنهم يتمتعون بجميع الحقوق التي يضمنها لهم القانون.

وقال الملك في هذا الصدد “وبطبيعة الحال فإخواننا الأفارقة يواجهون بعض الصعوبات بالمغرب، ولكنها لا ترتبط باللون أو بالجنسية التي يحملونها، أو بوضعيتهم كمهاجرين. كما أنهم يتمتعون أيضا بنفس الحقوق”.

وفي المقابل، أشاد الملك بسلوك وتصرفات المهاجرين بالمغرب، حيث قال : “وإننا نسجل ببالغ التقدير ولارتياح ما يتميز به هؤلاء المهاجرون من حسن السلوك والمعاملة ومن جد في العمل والتزام بالقانون، واحترام لقيم ومقدسات المغاربة”.

وعكس التعامل الذي يلقاه المهاجرون بعدد من الدول، حيث تم تغييب أي سياسة للإدماج، فإن المغرب يعتز بما يقوم تجاه المهاجرين، ويعتبر ذلك واجبا، يقدر ظروفهم الصعبة التي دفعتهم للمغامرة بأرواحهم، ومغادرة أهلهم وبلدانهم. كما يتوجه للعدميين والسلبيين الذي لا يعرفون سوى النقد، بأن يقدموا ولو القليل مما قدمه المغرب وما يزال لهذه الفئة التي تحتاج للمزيد من الاهتمام، ولانخراط جميع الدول المعنية، سواء دول الانطلاق أو العبور أو الاستقبال.

كما عبر الملك عن الأسف للتوجه المنحرف الذي أخذه تدبير قضايا الهجرة الفضاء المتوسطي، حيث أصبحت رهانا انتخابيا، وصراعا مجتمعيا يستغله اليمين المتطرف لٌلإساءة للمهاجرين. حيث أصبح الصراع بين من يقول بضرورة الإدماج، ومن يريد إغلاق الحدود في وجههم، لأسباب عنصرية.

وخلص إلى أن هذه السياسة هي التي أهلت المغرب ليتولى إلى جانب ألمانيا رئاسة المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، لسنتي 2017-2018.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى