أصدر المحلل والخبير السنغالي والمدير الإقليمي لمعهد تمبكتو للأبحاث ومقره في دكار، باكاري سامبي، أخيرا، كتابا حديثا بعنوان: “المغرب الإفريقي: مسارات طموح قاري”. كتابا مكونا من 4 فصول و159 صفحة، ويقدم تحليلا معمقا لتاريخ العلاقات القائمة بين المملكة المغربية ودول إفريقيا جنوب الصحراء. وسيتم تقديمه قريبا في السنغال.
ويمثل تحليل التواجد التاريخي للمغرب في إفريقيا جنوب الصحراء- والذي يفسر مشاركته المعاصرة الكبيرة، فضلا عن تأثيره عبر القارة- حسب مقدمة الكتاب، الإشكالية الأساسية لهذا العمل. وذلك حسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء أمس الخميس.
وأوضح صاحب الكتاب، الباحث في جامعة غاستون بيرغر في سان لوي، أنه “في الشق التاريخي، يرتكز هذا العمل أساسا على ما تم في السنوات الأخيرة من استمرار تجذر المملكة في البيئة الإفريقية مع الاستفادة، في الوقت نفسه، من مصادر عربية يبدو أنها لم تستغل إلا قليلا حتى الآن”. مضيفا: “هذه الدبلوماسية الواقعية للمغرب، تمكنت، خلال فترات مهمة من علاقاته مع إفريقيا، من جعل جميع موارده مجتمعة وسيلة تأثير مستدامة”.
ويركز الفصل الأول من الكتاب على “البعد التاريخي لهذه العلاقة والتفاعلات العابرة للصحراء التي من خلالها منح المغرب لنفسه دورا إفريقيا يرتكز، في جزء كبير منه، على قوة الرموز الدينية وعلى الطريقة التي نجحت المملكة دائما في جعلها رافعة فعالة في انتشارها القاري”.
فيما يبرز الفصل الثاني الثوابت الدينية أو الروحية التي “تشكل قاعدة دائمة تمكنت الرباط بفضلها من بناء علاقة خاصة مع بقية دول القارة. وقد سمحت هذه العلاقة بضمان الاستمرارية سواء في مضمونها أو توجهاتها الرئيسية، بما في ذلك خلال الحقبة الاستعمارية، من خلال شبكات الطرق الصوفية”.
أما الفصل الثالث؛ فيسلط الضوء على “المرحلة الاستراتيجية البارزة” لسياسة المغرب الإفريقية، حيث “شرع هذا البلد في تحويل طابعه التاريخي الرمزي لاستكشاف الاقتصاد والأسواق في عصر تنويع الشراكات بالقارة”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “هذه العملية تسارعت مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش، وكانت ذروة هذه العملية هي العودة الكبيرة داخل الهيئات الإفريقية، التي دشنت حقبة من البراغماتية الدبلوماسية، إلى عصر الرهانات الاقتصادية والجيو استراتيجية الجديدة على إفريقيا”.
أما الفصل الرابع، فيفتتح بـ“آفاق دور مغربي جديد في إفريقيا التي أضحت تتوفر على وضع جديد من خلال التطورات الجيوسياسية الأخيرة” ويتناول تباعا “الطريقة التي تفرض بها المملكة نفسها تدريجيا كجسر جيوستراتيجي في خضم روافد ومنافسات جديدة، وكيف أصبحت إفريقيا بالنسبة للمغرب المحور الذي يمكن أن يسمح له بلعب دور “دولة الجسر”.