اشتعلت الصفحات الشبابية المغربية صبيحة اليوم الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتنديد والشجب، والاحتجاج على تردي الوضع الصحي بعدد من مستشفيات المملكة، وخصوصا بمنطقة تنغير، بجهة درعة تافيلالت، بعد أن لفظت طفلة بريئة في ربيعها الثاني أنفاسها متأثرة بجراحها التي لم تجد لها معالجا.
وكانت الطفلة ايديا نصر الدين المتحدرة من مدينة تنغير، قد سقطت على رأسها، وبعد نقلها للمستشفى الإقليمي بالمدينة، وبسبب ضعف التجهيزات وآلة الكشف، قال الأطباء لوالدها إنها بخير وأن هناك كسرا بسيطا على مستوى الجمجمة، إلا أن هذا الكشف الهزيل لم يوضح حقيقة تعرض الطفلة لنزيف داخلي خطير.
ورغم محاولة الوالدين التنقل بالفتاة من مستشفى لآخر، حيث نقلوها من مستشفى تنغير لمستشفى الراشيدية، ثم مستشفى فاس، بواسطة سيارة إسعاف وُصفت ب “المهترئة”، لفظت الطفلة البريئة أنفاسها خلال ساعات المحاولة إلى الوصول إلى خدمات طبية أفضل.
وأشعلت هذه الحالة الإنسانية عاطفة المغاربة، الذين تداولوا صور الطفلة إيديا، منددين بالقطاع الصحي المغربي الذي ازهق ولا زال حيوات العديدين بسبب تراجعه وحالة الإهمال والتخبط التي يعيش فيها.
من جهة أخرى، حملت شبكة جمعيات تنغير للتنمية و الديمقراطية المسؤولية الكاملة للمسؤولين بالمنطقة في وفاة الطفلة “إيديا”.
وقد أفادت الشبكة في بيان حول الوضع الصحي بإقليم تنغير أن المنطقة تعرف اختلالات في الخدمات الطبية، وغياب أبسط شروط التطبيب والتدخلات المستعجلة في مستشفى تنغير أو في الراشيدية، وضعف التغطية الصحية عموما، ومعاناة الساكنة من حالة الإهمال التي لم تكن إيديا ضحيتها الوحيدة.