يبدو أن بوادر الخروج من أزمة “البلوكاج الحكومي” الذي يعيشه المغرب منذ ما يفوق 120 يوما بدأت تلوح في الأفق، خصوصا بعد تسارع وثيرة استئناف المشاورات الحكومية.
فبعد اللقاء الذي جمع أمس الاثنين بين عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش والذي وصف “بالإيجابي”، التقى صباح اليوم الثلاثاء أيضا الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر بابن كيران، في لقاء علق عليه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله –الضامن لمقعده داخل الحكومة المقبلة- في تصريحات له، بأنه لقاء يجعل “أجواء مشاورات تشكيل الحكومة تسير الآن بشكل إيجابي”، غير أن العنصر عبر في تصريحات أخرى بأن لقاءه ببنكيران لم يحمل أي جديد يخص الحكومة.
في جانب آخر متصل بالموضوع، وبعد التصريحات النارية لابن كيران السبت الماضي خلال المجلس الوطني لحزبه الذي عقد ببوزنيقة، والتي طالب فيها حزب الاتحاد الاشتراكي “بالقناعة” والاكتفاء برئاسة مجلس النواب وعدم الخوض في التشكيلة الحكومية المقبلة، مادام أنه لم يحصد سوى 20 مقعدا برلمانيا، اختار حزب الوردة عوض أن يصوغ بلاغا يرد فيه على رئيس الحكومة المكلف –كما أخبر بذلك عبر أحد المواقع صباح أمس الاثنين- أن يوجه رسائل مبطنة، تفيد بأنه بات مستعدا للتنازل عن تمسكه بالمشاركة في الحكومة.
وكتب الناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الاشتراكي يونس مجاهد في عموده “بالفصيح” في لسان حال الحزب “جريدة الاتحاد”، مقالا عنونه بـ “المضمون قبل الشكل”، وصف فيه دعوة ابن كيران لحزبه بالاكتفاء برئاسة مجلس النواب بالـ “رأي الذي يحترم”.
وأضاف مجاهد “لكنه يظل مع ذلك رأيا من بين الآراء، التي تتم مناقشتها اليوم في الساحة السياسية، ولا تتطلب من الحزب، الذي توجه إليه، الدخول في سجال، غير مفيد في تجاوز المأزق، لأن الناس تنتظر حلولا، وليس مواصلة المشاحنات”، وهو ما قرئ على أنه إشارة من الحزب لبنكيران، بأنه بات مستعدا للتنازل من أجل تيسير مهمة تشكيل الحكومة للخروج من العطالة المؤسساتية التي يعيشها المغرب في مؤسستيه التشريعية والتنفيذية.
وفي ارتباط بالموضوع ذكرت بعض المصادر المقربة من المشاورات الحكومية لـ “برلمان.كوم” أن حزب الاتحاد الاشتراكي “يسعى لتأكيد تنازله عن المشاركة في الحكومة رسميا، بشرط أن يكون ضمن أي تعديل حكومي محتمل بعد تنصيب الحكومة المرتقبة”.