الأخبارسياسة

العماري من المصالحة إلى الحوار.. النهاية السياسية

الخط :
إستمع للمقال

ما إن كاد الجميع يوقن مرتاحا بنهاية سياسية هادئة للـ”جبلون” إلياس العماري صاحب ما يشبه الفوضى “الخلاقة” داخل المشهد السياسي المغربي، وذلك بإعلانه الاستقالة من منصبه كأمين عام لحزب الجرار التي حاول اقناع المتابعين بأنها جاءت طواعية منه رغم كل الشكوك التي تحوم حولها، حتى ظهر الرجل مجددا في ليلة صيفية، بمقال مدفوع القيمة  كمحاولة منه لتلقين الجميع “دروسا” حول ما يجب فعله ليصبح المغرب دولة ومجتمعا ناجحين.

استغرب الجميع باستثناء “صديق لصديق” العماري، مقاله أمس الذي اختار له بعض الصفحات وموقع حزبه الذي تركه في لحظة غليان قبل الاندثار، للحديث عن فضيلة “الحوار” في حل مشاكل المغرب، وهو المقال الذي يأتي بعد مدة طويلة من مقاله الشهير الآخر، الذي دعا فيه أيضا “للمصالحة”، وهو ما عبر عنه الكثيرون باشمئزاز كبير من هكذا أسلوب، والذي لم يجدوا له مكانا للتصنيف بين أساليب السياسة أو البزنس السياسي المدعوم بأموال مجهولة المصدر.

إلياس الذي يبدو أن اليأس بدأ يخترقه وهو يَعُد آخر أيامه السياسية على رأس الجهة التي منحت له في فترة انتخابية سابقة، لجأ لتدوين الرأي وتحليل الواقع وكأنه يملك مفاتيح كل شيء، كما يحاول إقناع “تابعيه” و”تابعي تابعيه” بذلك، حيث صور في مقاله المفترض المغرب كفضاء أسود قاتم ينتهي نحو الهاوية، وهو الذي لم يستطع بالكاد بعد سنة ونصف على استلامه دفة الحزب الأزرق الوليد، أن يخلق لنفسه شعبية حقيقية دون محاباة.

فأيهما اليوم نصدق من بين ما يدعونا إلبه إلياس، المصالحة أم الحوار، أم هما معا؟ وهل الذي فشل في تحقيق حوار حقيقي في مناظرته الأخيرة حول الحسيمة، يستحق أن يمنح الحق في الدعوة لحوار كيفما كان شكله، أو يمنح الحق في تدبير هذا الحوار؟ ثم هل الذي سفّه كل طاقات هذا الوطن ووضعها في بوثقة واحدة في “مقال الحوار” وكأنه ينهل من أطروحة الزفزافي المعتقل حول “تدكين السياسة”، يستحق أن يلتفت له الناس ويقرأوا “كرها” ما يكتب وينشر على أبصارهم في المواقع المصنفة والممولة؟

إن نموذج إلياس العماري في مغرب اليوم، وخصوصا في الفضاء السياسي المعطوب، يساءل أهل العقل في هذا الوطن، حول جدوى استمرار هذا الرجل الذي ألِف سابقا إذلال بعض ممن سموا “رجال دولة وسياسة”، واليوم يعتقد بأنه قادر على ابتزاز الوطن واللعب على الحبل للعودة مجددا للمنصة السياسية وضوء السلطة، وإنقاد كراسيه المخملية من التآكل، بعد أن أصبح كل ما يقوله أو يكتبه أو يُكتب له، عبارة عن أسطوانة مشروخة تتكرر كلما أحس الرجل بقرب نهايته السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى