السيناريوهات المحتملة في ظل عدم حصول أي حزب على الأغلبية في الانتخابات الفرنسية

وضعت نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها فرنسا في دورتها الثانية، أمس الأحد، فرنسا أمام برلمان معلّق مع تحالف يساري في المقدمة لكن بدون أغلبية مطلقة.

وحسب ما نشره موقع “فرانس 24″، فإن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد، وفقا للنتائج المتوقعة في استطلاعات الرأي، لكنه لن يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.

وأوضح المصدر ذاته، أن هذه النتيجة تشكل هزيمة قاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي كان من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، لكنه عانى بعد أن عمل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة وكتلة “معا” للرئيس إيمانويل ماكرون، بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات لخلق تصويت مضاد للتجمع الوطني.

وحققت الجبهة الشعبية الجديدة المؤلفة من أحزاب تختلف على عدد من الملفات، مفاجأة بحلولها في المرتبة الأولى، مع نيلها 182 مقعدا، أما معسكر ماكرون فقد أظهر قدرة على الصمود بعد شهر على مجازفة الرئيس بالدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، مع حصوله على 168 مقعدا، في مقابل 250 في يونيو 2022، في المقابل، دخل التجمع الوطني رغم الخسارة التي مني بها، البرلمان بقوة بحصوله على عدد تاريخي من النواب 143 نائبا، لكنه يبقى بعيدا عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيبة لتطلعاته مقارنة بما سجله خلال الدورة الأولى.

وأكد المصدر، أن الدستور الفرنسي ينص على أن ماكرون هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة، لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 يوليوز الجاري.

ومن المرجح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، ما يترك حزب فرنسا الأبية بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته،ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على تفكك وشيك للجبهة الشعبية الجديدة في هذه المرحلة.

وأشارت المصادر، إلى وجود احتمال آخر هو تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية ولكنها لا تشرف على التغييرات الهيكلية.