قدم المرصد الوطني للتنمية البشرية، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، خلاصات التقرير الذي تم إعداده حول برنامج “مدارس الريادة” في إطار إحالة من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وجاء هذا التقديم خلال ندوة صحفية افتتحها رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، عثمان كاير، بتقديم “أحر التعازي وأصدق المواساة إلى الملك محمد السادس وسائر العائلة الملكية في وفاة الأميرة لالة لطيفة والدة الملك محمد السادس”.
وأوضح كاير أن هذا “البحث يأتي تبعا لإحالة توصل بها المرصد من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بداية هذه السنة 2024”.
وأشار رئيس المرصد إلى أن “قطاع التعليم كان قد شهد توثرا اجتماعيا خلال بداية الموسم الدراسي المنتهي، وفي هذا السياق أتت الإحالة التي كان الهدف منها دراسة تمثلات الفاعلين داخل عينة من المؤسسات التعليمية الابتدائية العمومية والمعنيين ببرنامج «مدارس الريادة»”.
وأكد كاير أن “هذا البرنامج يكتسي أهميته من كونه يشكل أحد الدعامات الأساسية لخارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية الوطنية خلال الفترة الممتدة بين 2026-2022”.
كما يندرج هذا البحث الميداني، حسب المتحدث، في إطار المهام المؤسساتية للمرصد المتعلقة بتتبع السياسات العمومية الاجتماعية”. مضيفا: “كما نحاول تطوير جيل جديد من المقاربات لتقييم السياسات العمومية”.
وقد انصب البحث الميداني على الإجابة عن السؤال المركزي التالي: إلى أي حد تتأثر تمثلات الفاعلين داخل المدرسة العمومية حول برنامج «مدارس الريادة». بما فيهم الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، بتجاربهم الشخصية والجماعية اليومية. وما ينتجه البرنامج على مستوى الواقع خلال مرحلته التجريبية؟
فيما استند البحث على منهجية كيفية تقوم على ثلاث قواعد أساسية معتمدة في مناهج الدراسات والأبحاث الاجتماعية: أولها إجراء لقاءات حوارية فردية مع عينة عشوائية من الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، وقد روعي في اختيار العينة النوع الاجتماعي والمستوى الدراسي،
وتهم القاعدة الثانية إجراء لقاءات حوارية جماعية إرادية داخل المؤسسات التعليمية المعنية مع الأساتذة في مختلف المستويات الدراسية بحضور المدير والمفتش التربوي المعني.
أما القاعدة الثالثة فتتمثل في إجراء لقاء تناظري، في نهاية كل مرحلة من المراحل الخمس للبحث، بين أساتذة المؤسسات المستفيدة من برنامج “مدارس الريادة” وبين نظرائهم في المؤسسات غير المستفيدة من البرنامج.
وأبرز عثمان كاير أن “البحث اعتنى بنوعين من الأسئلة ذات العلاقة بوصف وتفسير وتأويل السببية المحتملة بين وجهات نظر هؤلاء الفاعلين وبين تجاربهم الشخصية أو الجماعية وما يروج من أخبار ومعلومات حول البرنامج في محيط المؤسسة”.
وبين أن النوع الأول من الأسئلة “يهم الانطباعات حول فلسفة البرنامج، ومكوناته الأربع، وفكرة الإصلاح التربوي داخله، ومقارباته التعليمية، ومنهجية تقييمه للتعلمات الأساسية عند التلميذ وطريقة معالجته للتعثرات التعلمية في المواد الثلاث الأساسية (الرياضيات واللغتان العربية والفرنسية)”.
فيما النوع الثاني “يخص آراءهم حول أداء البرنامج على مستوى الواقع المعاش بالقياس إلى الرضا أو عدم الرضا على حصيلته المؤقتة، إن على مستوى تجويد العملية التعليمية وأدواتها الديداكتيكية، وإن على مستوى تحسين التعلمات لدى التلميذ، أو على مستوى تأهيل الفضاءات الداخلية للمؤسسات المستفيدة من البرنامج”.