أصبح الحقل التعليمي بالمغرب، في كل مرحلة، يتلقى برنامجا جديداً وخارطة طريق جديدة بدعوى الإصلاح وإعادة الإصلاح، وهو الأمر الذي يسائل مآل البرامج التعليمية التي تم اعتمادها خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، قال الخبير التربوي، عبد الوهاب السحيمي، ” إن وزارة التعليم أطلقت برنامج ”TARL” أو ما يسمى بمقاربة التدريس وفق المستوى المناسب، وهذه المقاربة أُنزلت بشكل فوقي وعمودي على رجال ونساء التعليم، دون أي مشاركة وأخذ آرائهم وتصوراتهم في هذه المقاربة قبل أن يتم تنزيلها”.
وأضاف الخبير التربوي في تصريح لموقع “برلمان.كوم” أنه كان من المفترض تنزيل القانون الإطار وفتح حوار لشرح هذا القانون، رغم أنه مرت سنوات على المصادقة عليه، ولم يُفتح فيه أي نقاش عمومي من أجل أن ينخرط رجال ونساء التعليم في تنزيله.
وقال السحيمي إنه “إلى حدود اللحظة يبقى القانون الإطار 59.17 مجرد حبر على ورق، لأنه لم يعرف بعد طريقه للتنزيل، وذلك راجع لكون وزارة التعليم لم تقم بتكوين الأساتذة أو على الأقل فتح حوار مع أسرة التعليم وكذلك الإعلام العمومي، من أجل فهم هذا القانون، والأهداف التي يبتغيها”.
وأضاف ذات المتحدث، أنه “تم تنزيل هذه المقاربة -”TARL”- التي لا يملك رجال ونساء التعليم أي فكرة حولها، وتوجد فقط في ذهن ومَقَر وزارة التعليم بباب الرواح، ولن تَجِدَ هذه المقاربة في أي مؤسسة تعليمية بالمغرب عَدى مقر الوزارة”.
وشدد الخبير التربوي على أن “المؤسسات التعليمية غارقة في مشاكل بدائية، والأساتذة يعانون من فقدان الوسائل الديداكتيكية البسيطة، ونفس الأمر بالنسبة للمتمدرسين، يعيشون مشاكل كثيرة داخل المؤسسات التعليمية، من بينها تلك المتعلقة بالتنقيل التعسفي المرتبط بإعادة إسكان دور الصفيح، ومشاكل الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التي لا تكفي لقبول التلاميذ”.
وقال السحيمي “إذا كانت الوزارة تريد تطبيق هذه المقاربة داخل المؤسسات، فبالتأكيد لن يكون لها أي أثر في ظل المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التعليمية”.
ونبّه المتحدث ذاته إلى أنه “لا يمكن تنزيل أي مقاربة جديدة في ظل عدم تجاوب وزارة التعليم الأولي والرياضة مع مطالب نساء ورجال التعليم، فاليوم هناك ما يسمى بالنظام الأساسي، واتفاق 18 يناير 2022 الذي لم يتم تنزيله بعد، ولم يعرف أي تقدم، وكل الملفات لازالت عالقة”.
وخلص في تصريحه لـ”برلمان.كوم” بالقول “كيف لأساتذة لهم اتفاق مع وزارة التعليم ولم يتم تطبيقه، وتأتي هذه الأخيرة تخبرهم بتنزيل مقاربة جديدة المفروض أن يقوم بتنزيلها رجال ونساء التعليم، الذين يعانون مع عدة مشاكل بدورهم”، مؤكدا على أن كل الكلام الذي يُقال يظل مجرد شعارات فارغة ووعود زائفة والواقع شيء آخر.