الجراد يُهدد المغرب وخبير بيئي لـ”برلمان.كوم”: بسبب ارتفاع الحرارة سنواجه نوع آخر من الجوائح
أفادت دراسة حديثة أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم نتيجة لظاهرة “النينيو”، يمكن أن تؤدي إلى تفشي الجراد بشكل أكبر وأكثر خطورة، في عدة بلدان إفريقية من ضمنها المملكة المغربية.
وتشير الدراسة، التي نشرت يوم الأربعاء في مجلة “Science Advances”، إلى أن غزو الجراد سيكون “من الصعب السيطرة عليه” في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويأمل مؤلف الدراسة، “شياو قانغ هي”، الأستاذ المساعد في جامعة سنغافورة الوطنية، أن تساعد البلدان على فهم ومعالجة “تأثيرات تقلب المناخ على ديناميكيات الجراد، لا سيما في سياق تأثيرها على الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي”.
وأوضحت الدراسة أن الظروف المناخية المائية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلوكيات البيولوجية للجراد، حيث يلعب هطول الأمطار الدور الأكبر في دورة حياة الجراد، كما أن هطول الأمطار يعزز نمو الغطاء النباتي لتغذيته، وقلة هطول الأمطار لعبت دورا أساسيا في انتشار الجراد الحاد الأخير خلال (2019-2020) الذي حدث بالقرب من القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق، قال مصطفى بنرامل “نحن اليوم لسنا فقط أمام الجفاف وشح المياه، بل أمام نوع آخر من الجوائح كالجراد الذي يمكن أن يأتي نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وتغير المناخ”.
وأضاف الخبير البيئي في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم” أن الجراد “يأتي من دول جنوب الصحراء، مثل غانا وغينيا وغينيا بيساو، وليبيريا وساحل العاج والسينيغال ومالي”، مشيرا إلى أن “الجراد يعتبر من بين الوجبات المفضلة للطيور وخصوصا الطيور المهاجرة، حيث من المعروف أن هذه الأخيرة تهاجر من أوروبا خوفا من البرد نحو إفريقيا من أجل الدفء والغذاء”.
وأكد بنرامل أن الطيور المهاجرة المستوطنة بأوروبا تواجه ارتفاعا في درجات الحرارة وذوبان الأنهار المتجمدة الأمر الذي يضطرها للبقاء في موطنها، وإذا هاجرت فهي تصل لإسبانيا فقط دون العبور نحو إفريقيا، وأمام هذا الوضع، “سنكون أمام واقع تكاثر يرقات الجراد بشكل كبير وبالتالي اختلال السلسلة الغذائية، وذلك في غياب من يتغذى عليها ويحد من انتشارها”.
ومن بين الأسباب التي من المحتمل أن يتفشى على إثرها الجراد، وفقا للخبير البيئي، “موجات الجفاف التي تعرفها بعض الدول الإفريقية وجفاف البحيرات وموت النباتات والأشجار، الأمر الذي يدفع بالجراد نحو الهجرة في اتجاه الشمال بحثا عن الغذاء”.