بعدما كانت جريدة العلم، لسان حال حزب الاستقلال قد خطت بداية الأسبوع الماضي مقالا افتتاحيا “أعلنت” فيه سحب المساندة النقدية لحزب الميزان من حزب العدالة والتنمية حتى من خارج المشاركة الحكومية، خرج اليوم عضو اللجنة التنفيذية بحزب الاستقلال عبد الله البقالي ليؤكد أن الحديث عن سحب مساندة البيجيدي كان مجرد “قراءات وتحاليل للوضع السياسي”.
واختار البقالي الذي يشغل أيضا منصب مدير النشر في جريدة العلم، صفحات يومية المساء في عدد اليوم الاثنين ليقول في إحدى الحوارات أن “ما ينشر في صحافة الحزب هي قراءات وتحاليل للوضع السياسي، ولحد الآن ليست هناك أية مراجعة لقرار حزب الإستقلال فيما يتعلق بالموقف من الحكومة التي يرأسها العدالة والتنمية”.
وتابع البقالي “حينما استبعد ابن كيران حزب الاستقلال، ونحن نعرف الظروف والشروط التي تم فيها هذا الاستبعاد، لم نكن ننتظر من العثماني أن يتراجع عن هذا القرار، وكنا مقتنعين بهذا الأمر منذ أن وجه إلينا الدعوة إلى المشاورات، وعرفنا وتأكدنا أن الجلسة الأولى ستكون الأخيرة والوحيدة”.
وكان المقال الافتتاحي لعدد جريدة العلم يوم 28 مارس الماضي، والذي عنون بـ “كلام واضح ومباشر”، أشار أن “أصوات النواب الاستقلاليين ليست دروعا احتياطية، وليست عجلات يلتجأ إليها في حالات الضرورة، ولا هي أصوات إضافية يحافظ بها في الخزان إلى وقت الحاجة، بل إن الأمر يتعلق بموقف سياسي اتخذ في سياق معين. وقد يصبح غير ذي جدوى بزوال الأسباب التي مكنته من أن يصبح سائدا في لحظة من اللحظات”، وهو ما فهم على أنه تراجع من طرف حزب الاستقلال عن مساندته النقدية داخل البرلمان لحزب العدالة والتنمية، رغم عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، والتي أملتها ما عُرف بـ “زلة لسان شباط حول موريتانيا”.
وكان القيادي في حزب الاستقلال وعضو اللجنة التنفيذية حمدي ولد الرشيد، قد استنكر في أحد حواراته الأخيرة ما ورد في افتتاحية جريدة الحزب، من اعتبار الحزب قد سحب مساندته النقدية لحكومة العثماني، معتبرا أن هذا قرار اتخذه المجلس الوطني لحزبه بالإجماع، ولا يمكن لأي جهة أن تتخذ قرارا بالتراجع عنه، غير المجلس الوطني أو المؤتمر الوطني للحزب.
