(مترجم عن الموقع الإلكتروني للمجلة الفرنسية ” لو نوفيل أوبسيرفاتور”)
انفردت المجلة الفرنسية “لو نوفيل أوبسيرفاتور” بخبر مفصل يهم تحريض الأمير مولاي هشام للملاكم السابق زكريا المومني من أجل رفع دعوى قضائية ضد منير الماجيدي بفرنسا، هذه الشكاية التي بقيت في سرية تامة، لأسباب غير منشورة، بهدف الإيقاع بالسكرتير الخاص للملك.
ففي العاصمة الفرنسية باريس، حيث اعتاد الأمير مولاي هشام على ارتياد فندق جورج الخامس التابع لمجموعة “فور سيزونز” كما لو أنه في إقامته الخاصة على اعتبار أن ملكيته تعود لابن خالته الملياردير السعودي وليد ابن طلال، يقوم بترتيب جميع مواعيده في باحة الفندق جالسا على كرسي فخم من طراز “لويس الرابع عشر”.
في يوم الخميس 26 يونيو 2014، وحتى الآن ظل الأمير هشام يعيش حالة من الالتواء والقلق في قلب هذا المكان المتميز الذي جعل منه الأمير مركزا لمواعيده، غادر الفندق مصحوبا بزوجته “مليكة بنعبد العالي” وعبرا سويا شارع جورج الخامس في باريس 8 ليصلا إلى الرصيف المقابل، مشيا على الأقدام حوالي 250 متر قبل عبورعتبة فندق “فوكيه” اتجاه مقهى “مارتا بار”.
هناك، وجد في انتظاره، بابتسامة عريضة، زكريا المومني، بطل العالم السابق في الملاكمة التايلاندية “لايت كونتاكت” حيث جلس إلى جانب الأمير وزوجته على الكراسي الجلدية المريحة التي تميز فضاء مارتابار.
يبدو أن لقاء الأمير والملاكم السابق أمر مألوف؛ فزكريا المومني يدين كثيراً لمولاي هشام الذي وجد له وظيفة في فندق جورج الخامس حيث يشغل منصب نائب مدير الأمن في الفندق. فهل هذا هوسبب اختيار بار مارتا من طرف مولاي هشام لكي يكون بعيدا عن أنظار مستخدمي فندق جورج الخامس وتغاضيا لما عرف من قربه من قبل مسؤولي الأمن بالفندق؟ وفي مجرى الحديث، الذي لم يتجاوز 30 دقيقة، تحدث الأمير كثيرا بلهجة مشحونة بالتعليمات قوبلت بالإنصات التام من طرف المومني طيلة الاجتماع.
فالأمير لم يتواني على دفع الملاكم السابق على القول باستمرار أن منير الماجيدي، السكرتير الخاص للملك محمد السادس، تهدده بالقتل مرارا في فرنسا، وحثه على تقديم شكوى به وتسهيل الإجراءات القانونية ضده. هذا وقد أكد مولاي هشام، على ضرورة حفظ السرية التامة والكفيلة لجر الماجيدي إلى القضاء الفرنسي. فما السر في هذا الطابع التكتمي الذي سلكه؟ إنه انتظار قدوم منير الماجيدي لفرنسا وإخضاعه للاستماع أمام المحكمة.
باختصار، إنه اللجوء إلى نفس المسلك الذي عبرته حركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب (Action des chrétiens pour l’abolition de la torture) في 20 فبراير عام 2014، حينما أرادت استغلال وصول عبد اللطيف الحموشي مدير المخابرات المغربية لفرنسا ليجد نفسه في انتظار شكاوى قضائية مقدمة ضده من قبل شخصين في باريس .هنا وجب التذكير بأن الطابع المتعجرف وغير المهني الذي اتخذته السلطات الفرنسية في الموضوع، نتجت عنه موجة برد غير مسبوقة خيمت على مناخ العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا. للتذكير، فإبان هذه الزوبعة، كان الحموشي منهمكاً في انشغالاته بالرباط.
الأكاذيب وفرقعات الإعلام
إن الأمير مولاي هشام يأمل، من خلال عنصر المفاجأة، أن يتحول الموضوع في حينه إلى قضية كبيرة وذات صدى بعد تناولها من طرف القضاء الفرنسي، في نكران تام للجميل الذي أسداه له منير المجيدي، حيث قدم له مساعدات للخروج من ورطة القروض الضخمة التي استفاد منها الأمير من مؤسسات مالية مغربية.
وبغض النظر عن هذا كله، تعهد الأمير بشن حملة إعلامية قوية لقضية زكريا عبر منبرين مواليين له، الموقع الإخباري الإلكتروني alifpost.com، و أسبوعية مغربية ناطقة باللغة العربية.
وعقب هذاالاجتماع، تقدم زكريا المومني بملف شكوى ضد منير المجيدي، ومنذ ذلك الحين، وهو ينتظر على أحر من الجمر الرحلة القادمة للسكرتيرالخاص للملك إلى فرنسا. لقد سر الملاكم السابق بخصوص ما أقدم عليه، خاصة و أن منير المجيدي قام بإيداع شكوى ضده بالعاصمة الفرنسية باريس بتهمة التشهير و ذلك جراء تصريحاته التي تثير السخرية حول تهديداته بالقتل. ذلك أنه يأمل التشويش على القضاء عن طريق الحملة الإعلامية التي و ضع خطتها مولاي هشام و الذي ينتظر أن يستفيد منها أيضاً أحد أتباعه، أحمد رضابنشمسي، المتهم من طرف القضاء الفرنسي يوم 8 يوليوز 2013 من أجل التشهير بشخص منير المجيدي.
في لقاء مارتا بار، أبلغ الأمير زكريا مومني خبر كاذبا حول سحب المغرب للشكاية التي وضعها ضده من أجل التشهير بشخص المدير العام لمراقبة التراب الوطني. وهو ما يخالف الحقيقة، حيث أن مصادر جد مطلعة من وزارة العدل والحريات أكدت أن ” الدولة المغربية لم تسحب الشكاية المقدمة ضد زكريا المومني، عادل المطالسي، نعمة أسفاري والمنظمة غير الحكومية المسماة “حركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب”.
–
معاونين اثنين لكن بميزتين اثنتين
عشية لقائه بزكريا المومني دعى مولاي هشام الصحفي الحسين مجدوبي، مؤسس موقع alifpost.com للعشاء بالمطعم اللبناني “العجمي” إلى جانب زوجته، حيث قدم له حسين المجدوبي جزءا من ترجمة كتابه الأخير “يوميات أمير منبوذ” للغة العربية في دعامة إلكترونية (USB) . إن التمييز حاصل بين معاوني الأمير: فالحظ الذي ناله المومني في لقائه كان بخيس مقارنة بالصحفي المجدوبي، إذ كان اللقاء خاليا من النقاش ومجاذبة أطراف الحديث؛ بل تلقى المومني فقط التعليمات على وجه السرعة في شبه سرية، في حين حظي المجدوبي بعناية أوفر وكان له متسع من الوقت لاختيار وتناول الأطباق وكذا طول الحديث بينه وبين الأمير. فخلال حديثهما، عبر المجدوبي عن استيائه من مجرد الإشراف على موقع إلكتروني و قدم للأمير مشروع إنشاء قناة تلفزيونية إخبارية. و سوف توافينا الأيام القادمة بمآل مشروع المجدوبي التلفزيوني.
إلى جانب ذلك، يستغرب المرء جدا من إشراك الأمير لزوجته في مختلف لقاءاته و مواعيده التي يخصصها للبحث عن السبل و الوسائل من أن أجل الإساءة لمؤسسات الدولة و للمحيط الملكي. فهل يدخل هذا في محاولة تجسيد فكرة إنشاء مجلس الأسرة الملكية على غرار بعض الأنظمة الملكية بالشرق الأوسط و الذي ينتظر الأمير أن يفتح له أبواب السلطة. في كل الأحوال، يبقى حضور الزوجة في هذه اللقاءات أمر مثير للغرابة.
أما بالنسبة لما خططه مولاي هشام ضد منير الماجيدي، فهي خطة أصبحت في مهب الريح لسببين اثنين: أول أن قضية التهديدات بالقتل من قبل السكرتير الخاص ضد ملاكم سابق تتعدى الحس السليم، وثاني الأسباب العمل على قضية مثل هذه وتمتيعها بالسرية كعامل للنجاح سقط بخروجها للعلن.