الأخبارخارج الحدودسياسة

تكريم الحموشي…اعتراف بنجاعة السياسة الأمنية للمملكة في وقت تراكم فيه فرنسا الإخفاقات في تأمين حدودها

الخط :
إستمع للمقال

يبدو أن التوشيح الذي حضي به مدير “مديرية مراقبة التراب الوطني” عبد اللطيف الحموشي من طرف  إسبانيا، التي وشحته بوسام “الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر” و هو  إحدى أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية،لاق استحسانا لدى الرأي العام الإسباني ، كما كانت له تفاعلات إيجابية في الأوساط السياسية و الإعلامية الإسبانية.

فقد ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة “لونوفيل أبسرفاتور” الفرنسية في مقال تحليلي أنه هناك “إجماعا في إسبانيا على قرار حكومتهم المتمثلة في تكريم المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي،كما أن الأغلبية الساحقة لساكنة لامبادا بشبه الجزيرة الإيبيرية قدروا الحس البراغماتي لمجلس وزراء راخوي التي أظهرت براعة في التعامل مع الحدث” .

و أضاف المقال أن وزير الخارجية جورجي فرناندير دياز الذي تعذر عليه ترأس حفل التكريم  في العاصمة مدريد بسبب دعوة مفاجئة من قصر زارزويلا،تعامل بجدية مع الحدث و اعطاه الوزن الذي يستحقه ، حيث نشر في البوابة الإلكترونية لوزارة الخارجية بيانا رسميا يشيد فيه بالمبادرة” و يضيف المقال أن هذه المبادرة من وزارة الخارجية الإسبانية هي إشارة “للمتشككين و المصابين بفوبيا المغرب” .

التوشيح بحسب مقال المجلة المرموقة هو اعتراف من الجانب الإسباني “بأكبر تعاون في محاربة الارهاب بين الشرطة الاسبانية والشرطة المغربية في السنوات الاخيرة”و هو التنسيق الذي أثمر يضيف صاحب المقال “عملا نموذجيا خصوصا في الاشهر الاخيرة عن طريق عمليات تعاون عادت على البلدين بكبير النفع”.

و أشاد صاحب المقال “بالنهج الواضح لمدريد المتيقظة بشدة لتثمين علاقات التعاون بينها وبين الرباط مثل تخصيص الصليب الكبير للجدارة الفلاحية لوزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش منذ بضعة اشهر اعترافا بمجهودات الأخير في الوصول الى اتفاق في مجال الصيد بين l’UE والمغرب والذي سمح بعودة مئات القوارب الاسبانية لمياه المغرب”.

و يسترجع كاتب المقال الذكريات المأساوية لهجمات مدريد التي ” لازالت حاضرة في الذاكرة الاسبانية ،بحيث لم يعد الإسبان مهتمين بالاراء و المواقف التي تبنتها أصوات غاضبة كما هو الحال مع الصحفي إغناسيو سامبريرو و هو الذي يدعي بشكل خطير أن إسبانيا لم تمارس لسيادتها بقرارها توشيح عبد اللطيف الحموشي بوسام فخري دون تلقي قبول الجارات الشمالية، حيث أصحاب القرار هناك وعلى الأرجح يطالبون بالخضوع لأوامر الجمعية المسيحية لالغاء التعذيب (ACAT) و la FIDH، و هي الجمعية التي رفعت دعوى قضائية ضد المسؤول المغربي.

و انتقد صاحب المقال “سمبريرو وزميله ومواطنه حسين مجدوبي الذي إدعى ظهور مظاهرة احتجاجية هامشية ضد تنسيق اسبانيا مع رئيس مكافحة التجسس المغربي” مؤكدا ان الساسة الإسبان “قاموا بالخيار الواقعي المتمثل في الحفاظ على مصالح مواطنيهم بدلا من الخضوع لاملاءات بعض المنظمات الغير حكومية المستعدين للتضحية بالاهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية لحكومتهم باسم الارادة الملائكية لعولمة حقوق الانسان”.

و يشير مقال المجلة إلى أنه “في مملكة فيليب السادس لم يعد النشطاء الحقوقيون يؤثرون على المواطنين الذين تأثروا بالأزمة الاقتصادية التي تصيب معيشتهم اليومية” موضحا “أن صرخات سامبريرو والمجدوبي ولمرابط تبدو كمؤامرة محبوكة ضد الاستقلال السياسي لإسبانيا والتي بموجبها وبمنطق غريب ستكرس التبعية العمياء لفرنسا”.

و خلص كاتب المقال إلى أن “مواجهة الخطر الوشيك لعودة المقاتلين المنتمين لداعش للأراضي الإسبانية ، أدرك الاسبانيون كم هم بحاجة الى تعزيز التعاون مع دول الجوار والتنسيق الامني مع المصالح المغربية”.

و أعاب المقال ما سماه الإهمال الأمني للأجهزة الفرنسية ” الذي سمح لجهادي تحت المراقبة الفرنسية بالتواجد بالمغرب مع فتاتين حاملتين للجنسية الفرنسية متجهون جميعا الى صفوف “داعش” مرفوقين بمراهقة تبلغ 15 سنة من العمر متجهة معهم الى هناك لنفس الاهداف رغم منعها القانوني من مغادرة فرنسا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى