وصف خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا، التنسيق بين المغرب وإسبانيا بشأن القضايا الإقليمية، بالنموذج الحقيقي للتعاون الإقليمي في خدمة السلم والأمن والازدهار.
وأشاد الوزير الإسباني، خلال ندوة صحفية مشتركة مع ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عقب مباحثات جمعتهما، بالتنسيق بين البلدين حول مواضيع تهم أساسا الفضاء الأورو-متوسطي ومنطقة الساحل وإفريقيا بصفة عامة، مؤكدا أنه تعزز بقوة بفضل دينامية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، وكذا بفضل الإرادة السامية التي عبر عنها الملك محمد السادس، خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، يوم 7 أبريل 2022.
وخلال نفس المناسبة، جدّد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا، تأكيده على الاهتمام الذي توليه إسبانيا للمغرب، كبلد صديق وشريك مهم، وفاعل أساسي في تنمية الجوار الجنوبي للمتوسط.
ونوّه الوزير الإسباني في ذات الندوة الصحفية، بالمبادرات الملموسة والبرامج الطموحة التي يطلقها المغرب في إفريقيا، على مستوى العديد من القطاعات الهامة، من أجل مواكبة التنمية البشرية والاقتصادية في القارة، مؤكدا أن ذلك يعكس تشبث المغرب بالاندماج الاقتصادي الإقليمي.
وخلال المباحثات التي جمعتهما، جدد الوزيران تأكيدهما على الإرادة المشتركة في تعزيز التعاون بشكل أكبر بشأن القضايا الإقليمية، خاصة على مستوى الساحل، وكذلك مواجهة التحديات المتعددة، مبرزين أن التعاون بين المغرب وإسبانيا يمثل نموذجا يحتذى به في المنطقة ويقدم مساهمة محمودة في تحقيق السلم والاستقرار والتنمية.
في نفس السياق، شدد الوزيران على ضرورة استكشاف سبل ومسارات التعاون، من أجل إرساء شراكات مبتكرة واستراتيجية، والتي سيتم إطلاقها في إطار الرؤية الملكية، سواء بالمغرب أو على مستوى القارة الإفريقية، والتي ستساهم انعكاساتها الإيجابية والمربحة للأطراف في تحقيق السلم والأمن والتنمية والازدهار لإفريقيا وأوروبا.
كما علق الوزيران على الوضع في غزة، بتجديد التأكيد على التزام المغرب وإسبانيا مواصلة جهودهما والتنسيق الوثيق مع كافة الشركاء من أجل تعبئة دولية لوقف إطلاق النار مستدام وقابل للمراقبة، وذلك من أجل وقف أعمال العنف في غزة بهدف حماية جميع المدنيين وتحقيق السلم والاستقرار والرفاه لكافة شعوب المنطقة، كما شدد الوزيران على ضرورة استثمار تنسيقهما الوثيق، من أجل تعزيز المشاورات والمساهمة بشكل نشط وفعال في جهود المجتمع الدولي، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلم وآمان وعلى أساس حل الدولتين. مبرزين في نفس الإطار أهمية دعم حل سياسي والذي يبقى أساسيا من أجل تخليص المنطقة من النزاع والعنف بهدف إرساء التعايش والسلم والازدهار في المنطقة برمتها.