أشهر المساجد.. جامع عقبة بن نافع بتونس شاهد على تاريخ الإسلام
باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.
موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “أشهر المساجد” للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.
في حلقة اليوم سنحط الرحال بمدينة القيروان التونسية، للتعريف بمسجد «عقبة ابن نافع» هذا الجامع العريق الذي يعد إرثاً حضارياً عريقاً لحقبة مفصلية في تاريخ تونس وشمال إفريقيا، ويروي المرور الإسلامي الأول في هذه المنطقة من العالم.
وتأسس هذا المسجد العريق على يد القائد عقبة بن نافع، في أواخر القرن الثامن الميلادي، وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهر 9700 متر مربع.
ويتميز بيت الصلاة بشكل مستطيل منحرف يصل عرضه إلى 70 متراً، بينما يتجاوز عمقه 30 متراً؛ وهو أكبر بيوت الصلاة في إفريقيا في العصر الإسلامي المبكر.
وتتكون المئذنة من ثلاث طبقات مربعة الشكل، وفوقها قبة مفصصة، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 31.5 متر، وتقع في الحائط المواجه لجدار القبلة في أقصى الصحن المكشوف، ويدور بداخلها درج ضيق يرتفع كلما ارتفع المبنى متناسباً مع حجمه، ويضيق كلما ارتفعنا إلى أعلى.
كما توجد في المسجد ست قباب؛ هي: قبة المحراب، وباب البهو، وقبتان تعلوان مدخل بيت الصلاة، وواحدة تعلو المجنبة الغربية للمسجد، ثم أعلى المئذنة.
أما المنبر فيعتبر تحفة فنية رائعة؛ فهو مصنوع من خشب الساج المنقوش، وهو أقدم منبر في العالم الإسلامي ما زال محتفظاً به في مكانه الأصلي منذ القرن الثالث للهجرة؛ وهو يتكون من 360 لوحة مختلفة النقش، ويعد أقدم منبر في العالم الإسلامي.
ويشبه المسجد من خلال هندسته الفريدة شكل القلعة العسكرية المحصنة التي تكتنفها الأبراج والعضائد من دون أي تناسق أو انتظام إلا أنه يبدو منسجماً ويعبر عن الهندسة المعمارية القيروانية الممتدة لأكثر من ألف سنة حسب ما تقوله المصادر التاريخية.