باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.
موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “مساجد حول العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.
في حلقة اليوم سنحط الرحال بمدينة المحمدية للتعريف «بالجامع الأبيض»، والذي يعتبر إلى جانب القصبة التي شيد بداخلها، من المعالم الأثرية لمدينة المحمدية (فضالة).
وسمي المسجد بالجامع الأبيض لأنه مصبوغ باللون الأبيض، ولأن بناءه بسيط خال من أي زخرفة، يحمل بين طياته عمقا متعدد الأبعاد، فالأمر يتعلق بمنارة دينية كانت تمارس فيها الصلوات.
وشيد الجامع الأبيض على يد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله (1187 هجرية /1773 ميلادية)، أي بعد خمس سنوات من بناء قصبة فضالة على يد السلطان نفسه، والتي كان بناؤها سنة 1182 ه /1768 م.
السلطان العلوي بناها على مساحة بلغت خمس هكتارات، محاطة بسور متوسط السمك والارتفاع، ووفر لها بابين الأول باتجاه أنفا، والثاني باتجاه الرباط، و من بين المنشئات الأساسية التي سجلها مؤرخو هذه الفترة التاريخية في إعمار فضالة معلمة المسجد العتيق.
وعرفت قصبة فضالة إنشاء الكتاتيب القرآنية بجوار هذا المسجد، مع اقتصار المدرسة الملحقة به على تعميق المعارف، قبل توجيه النوابغ من شبابها إلى الرباط وفاس.
ويعتبر المسجد العتيق في قلب القصبة بالمحمدية، تحفة معمارية ودينية، بنت مجدها على عبق التراث والبساطة في كل شيء، دون أن تفقد بريقها وحمولتها الدينية والمعمارية والمعرفية مع مرور العصور.