الأخبارمجتمعمستجدات

أزمة مياه متفاقمة.. سد المسيرة ثاني أكبر سد في المغرب يواجه الجفاف

الخط :
إستمع للمقال

تعكس صور الأقمار الصناعية بشكل واضح الآثار المتزايدة لتغير المناخ في المنطقة الشمالية الأفريقية، وتحديدًا في المغرب، حيث تواجه البلاد تدهورًا ملحوظًا في إمدادات المياه، مما ينذر بخطر يهدد الزراعة والاقتصاد بشكل عام.

 وبحسب تحليل أجرته الهيئة البريطانية بي بي سي، لصور الأقمار الصناعية لـ”ناسا”، فإن سد المسيرة الذي يُعتبر ثاني أكبر خزان في المغرب ويخدم بعض مدنه الرئيسية، يتقلص بشكل مقلق، حيث يحتوي حاليًا على ما يقارب 3٪ فقط من كمية المياه التي كانت متاحة قبل تسع سنوات.

ويعتبر سد المسيرة، الواقع بين الدار البيضاء ومراكش، من البنى التحتية الحيوية في تأمين المياه للري الزراعي والاستخدامات العامة. ولكن مع استمرار الجفاف وتغير المناخ، تتفاقم الأزمة بشكل لافت، حيث يرتفع معدل التبخر وتقل كميات المياه المتاحة بشكل كبير.

وتلعب صور الأقمار الصناعية دورًا حيويًا في رصد هذه التطورات وتوجيه الاستجابة، حيث تظهر الصور المأخوذة خلال السنوات الأخيرة تراجعًا مستمرا في مستوى المياه في السد، مما يعكس الأزمة المتصاعدة التي تواجهها البلاد.

من جانبه، أشار وزير التجهيز والماء في وقت سابق، إلى أن نسبة ملء سد المسيرة تراجعت بشكل كبير، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ بداية استغلال السد في عام 1979. وفي ظل تدهور الأوضاع، أصبح السد جافًا بشكل كامل، وهذا ما أكده الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفهية في شهر يناير الماضي.

وتتطلب هذه الأزمة القاسية استجابة فورية وتدابير احترازية، تشمل تعزيز الاستدامة في استخدام المياه وتنويع مصادر الإمداد وتعزيز التكنولوجيا المائية لزيادة كفاءة الري وتقليل الهدر. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على توعية المواطنين وتشجيع السلوكيات المحافظة على الموارد المائية، بالإضافة إلى استثمارات في البحث لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المستقبلية.

إن عدم التصدي لهذه الأزمة بشكل فعال قد ينجم عنه تبعات خطيرة على الزراعة والأمن الغذائي، مما يجعل التعاون الدولي والجهود المشتركة ضرورة ملحة لمواجهة تحديات المناخ وضمان الاستدامة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى