أحداث وقعت في رمضان: رفع الله عيسى للسماء…نجاة من مكر محقق
عيسى بن مريم -عليه السّلام- آية من آيات الله تعالى وكلمته، وهو آخر الأنبياء عليهم السّلام قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب معجزة وحيدة بين الخلْق؛ إذ وُلد من أم دون أب وأمه هي مريم عليها السلام، وذلك لحِكمةٍ أرادها الله تعالى.
كما أنّ عيسى -عليه السّلام- من أولي العزْم من الرّسل؛ حيث أرسله الله -تعالى- إلى بني إسرائيل فصبر على أذاهم وحِيَلِهم وغدرهم وكذبهم، وقد علمه الله -تعالى- الإنجيل والتوراة وحفظهما عيسى عليه السلام.
كانت دعوة عيسى عليه السلام إلى توحيد الله تعالى مقلقةً لأحبار اليهود الذين حرّفوا الكتب السماوية التي أُنزلت لهدايتهم، فخططوا لقتل عيسى عليه السلام؛ ليحققوا مرادهم بُحكم بني إسرائيل، لكن الله تعالى أنجى عيسى عليه السّلام من مكرهم ورفعه إلى السماء.
وردت عدة أدلة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية تدل على أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يُصلب ولم يُقتل وإنما رفعه الله تعالى إلى السماء، وحقيقة رفع عيسى عليه السّلام إلى السّماء أنّه رُفع ببدنه وروحه معاً.
ويذكر في العديد من التفسيرات أنه سينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة ليُكمل مهمته في الدعوة إلى الإسلام وتوحيد الله عز وجل، وقتل الدجّال كما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيدِه، ليُوشكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً مقسطاً، فيكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ).
وورد في حديث آخر وَصْف الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لعيسى عليه السّلام للصّحابة رضي الله عنهم ليعرفه من يلقاه حين ينزل إلى الأرض، ويدلّ ذلك على أن عيسى عليه السّلام لم يمت وأنّه موجود في السّماء، ومَن أنكر رفع عيسى -عليه السّلام- إلى السّماء أو أنكر نزوله قبل يوم القيامة يعد كافراً؛ لأن في ذلك إنكار للنصوص الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقد خلق الله تعالى عيسى عليه السّلام من أم دون أب، وإن التقنيات العلمية الحديثة رغم تقدمها المدهش والعظيم ومحاولة العلماء اكتشاف المزيد من العلوم وعمل المزيد من الأبحاث كل يوم لم يعلموا كيفية الخَلْق دون أب.
ولو كان جسد عيسى عليه السّلام مدفوناً في الأرض لبحث العلماء عن كيفيّة خلق عيسى عليه السّلام دون أب، لكنّ الله تعالى شاء وأراد أن تبقى حادثة رفع عيسى عليه السّلام إلى السماء معجزةً لا يطلع عليها أحداً من خلقه، فرفعه الله تعالى إلى السماء لتبقى تلك الحادثة شاهدة على قدرة الله تعالى.